U3F1ZWV6ZTUzMjc4MTUwNzAyMTcyX0ZyZWUzMzYxMjQ2NDQ3MDYxOA==

الشفاء الإلهي شفاء المشاعر

الشفاء- الإلهي شفاء- المشاعر

الشفاء الإلهي

ü    تعريف شفاء النفس.
ü    أهمية شفاء النفس.
ü    الهدف من شفاء النفس.
ü    الأمراض التي تحتاج إلى شفاء.

·     هل تعاني من بعض المشاعر التالية:
(الخوف – الشفقة على الذات – الإحباط – الغضب والاحتداد – الميل للعزلة والاكتئاب).
·     هل هناك شخص معين تحس بالاستياء منه أو بعدم قبوله؟
·     هل يحدث لك أي نوع من الانفعالات عندما تتذكر شخص معين أو موقف معين أو حادثة أو موضوع معين؟
·  هل تحس بالمسئولية (تلوم نفسك).. أم تلقي بالمسئولية على الآخرين (تلوم الآخرين) تجاه خطأ معين أو مشكلة معينة في حياتك؟
·     هل فشلت في تكوين علاقة قوية مع الله ومع الآخرين؟
·     هل تعانى من الهزائم الروحية المتكررة؟
·     هل كثيراً ما تشعر بالفشل؟

"ارْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي ضَعِيفٌ. اشْفِنِي يَا رَبُّ لأَنَّ عِظَامِي قَدْ رَجَفَتْ"(مزمور6 :2)
"... نَشَلْتَنِي... اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي." (مزمور30 :1، 2)
"َأنَا قُلْتُ:« يَا رَبُّ ارْحَمْنِي. اشْفِ نَفْسِي لأَنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ»." (مزمور41 :4)
"اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي. فُكَّهَا.(حررها) بِسَبَبِ أَعْدَائِي افْدِنِي."(مز69: 18)

 آيات مكملة:
(مزمور103: 3؛  مزمور147: 3-5؛  إشعياء38 :17؛ إشعياء55: 3؛ إشعياء57: 14-19؛ إرميا8: 22؛إرميا17: 14؛ إرميا30: 17؛ إرميا33: 6؛ هوشع11 :3؛ ملاخي4: 2؛ متى14: 36؛ لوقا4: 18؛ أفسس5: 13؛ 3يوحنا2؛ لآويين14: 35- 40)

أن كل إنسان مهما  كان وضعة وامتيازاته ونجاحاته في الحياة.. لابد أنه قد تعرض إما في طفولته أو صباه أو شبابه أو في أي مرحله من مراحل العمر حتى وهو جنين في بطن أمه إلي أمراض نفسية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.. فإبليس ضد خليقة الله وبالذات الإنسان الذي علي صورة الله، غير أن الناس اعتادوا أن ينسبوا معاناتهم في الحياة إلي الآخرين من البشر ويُلقون عليهم المسؤولية، والبشر فعلاً مسئولين أمام الله لكن القوة التي تقف ورائهم وتحركهم يميناً أو يساراً هي.. إبليس.

قد أحدثت جروحاً وشروخاً في الشخصيات هذه الجروح والشروخ لها خطورتها الشديدة لأنها تختفي بالداخل، ويُغلفها قِناعات مختلفة الأشكال والأبعاد وتزيد من تزييف الحياة في بعض جوانبها.. 

{إننا نحتاج إلى معرفة عميقة بأنفسنا و شخصياتنا وأغوار وأسرار هذه الشخصية لكي نستطيع أن نواجه الذات و ندأب على تمزيق كل الأوهام التي تحيط بالشخصية}

"أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ (أرغب - اطلب في الصلاة) أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ." (3يوحنا: 2)

"اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي. فُكَّهَا. (حررها) بِسَبَبِ أَعْدَائِي افْدِنِي."(مزمور69: 18)
"يَشْفِي الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ... عَظِيمٌ هُوَ رَبُّنَا، وَعَظِيمُ الْقُوَّةِ. لِفَهْمِهِ لاَ إِحْصَاءَ."(مزمور147: 3-5) "هُوَذَا لِلسَّلاَمَةِ قَدْ تَحَوَّلَتْ لِيَ الْمَرَارَةُ..."(إشعياء38: 17)

للنفس احتياج إلى الشفاء مثل احتياج الروح إلى التجديد و احتياج الجسد إلى العلاج، فالحياة الروحية والعادية بالصورة المباركة تتطلب سلامة النفس حتى تكون مثمرة ثمراً حقيقياً كثيراً ودائماً. ورغبة الله في شفاء أنفسنا تملأ صفحات الكتاب "أَلَيْسَ بَلَسَانٌ فِي جِلْعَاد، أَمْ لَيْسَ هُنَاكَ طَبِيبٌ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تُعْصَبْ بِنْتُ شَعْبِي؟" (إرميا8: 22) لأن كل جانب "مرضي" في النفس يمثل شوكاً مختلف الحجم لكنه في النهاية شوك يؤثر على الإنسان في حياته الروحية و حتى أنتاجه الزمني ويؤثر أيضًا على الآخرين المحيطين به بشكل مباشر أو غير مباشر.

إن كانت الأمراض تمثل شوكاً فإن عند الله قدرة فائقة لاستبدالها و غرس ما هو من أفضل ما يكون فإن غرس الرب هو أعماله التي يريد أن يغرسها في حياتنا (لدى الله غروس خاصة لحياتنا).

"وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ. وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ... وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ..." (تكوين2 :8-10)

ولما دخل "الشوك" إلى الأرض بسبب الخطية وجاء الرب يسوع و حمل الشوك على جبينه و قُبلت ذبيحته كان هذا إعلاناً من الله عن نزع الشوك من كياننا. وهذا ما فاضت به روح النبوة: "عِوَضًا عَنِ الشَّوْكِ يَنْبُتُ سَرْوٌ، وَعِوَضًا عَنِ الْقَرِيسِ يَطْلَعُ آسٌ. وَيَكُونُ لِلرَّبِّ اسْمًا، عَلاَمَةً أَبَدِيَّةً لاَ تَنْقَطِعُ." (إشعياء55: 13)

وكأن الله يخاطب كل بنيه قائلاً: "عوضاً عن اليأس تعطي رجاء.. عوضاً عن المرارة تعطي حلاوة.. عوضاً عن التشكك و التشتت تعطي ثقة و تجميعًا و تركيزًا.. عوضاً عن المخاوف تعطي طمأنينة و سلام.. عوضاً عن الطريق المسدود تعطي باباً مفتوحاً".

فإن (السرور) هو شجرة معمرة تتبع الصنوبريات (تعيش حوالي 350 سنة) و لشدة ارتفاعها تتخذها بعض الطيور لتبني أعشاشها فيها (مزمور104 :17) وهي دائمة الخضرة ولها رائحة جميلة دائماً فاعتبرت رمز للبهاء (هوشع14: 8)، ونموه في البرية دليل على قدرة الله (إشعياء41: 19) وعلى رضاه (إشعياء55: 13).

وخشب السرومتين معمر ونادرا ًما يفسد أو ينخره السوس فاستخدم في صناعة الآلات الموسيقية (2صموئيل6: 5). وفي المباني الفاخرة (نشيد الإنشاد1: 7) واستخدمه سليمان مع خشب الأرز في بناء الهيكل (1ملوك5: 8 -10؛ 6 :15)

أما الـ (أس) فهو نبات جميل المنظر عطري الرائحة أوراقه دائمة الخضرة ويكثر على الجبال ومجاري المياه و كان يستخدم في التظليل، وذكر في (نحميا8: 15) لأن اليهود كانوا يجمعون أغصانه مع غيرها من الأغصان لاستخدامها في مظالهم في عيد المظال.

الأمراض (الأتعاب) الداخلية في أعماق النفس لها خطورتها الشديدة لأنها تختفي في الداخل و يغلفها طبقات ذات أنواع مختلفة كما أنها تختلط بأفراح أيضاً فيكون خليط النفس غريب و مثير للحيرة.

الوعود المذكورة في الكتاب المقدس عن الشفاء:-
تريد تستند عليها في وقت الحرب مع إبليس:-
1- "وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا، فَتَخْرُجُونَ وَتَنْشَأُونَ كَعُجُولِ الصِّيرَةِ. (ملا4: 2)
2- "الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ." (مز103: 3)
3- "يَشْفِي الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ." (مز147: 3)
 (خر15: 26؛ تث32: 39؛ 2مل20: 5؛  اش57: 19؛ ار33: 6؛ هو14: 4؛ مت14: 36؛ لو9: 11؛ مت4: 23؛ مت9: 35؛ لو6: 19؛ أع10: 38)

هو شفاء للمشاعر المجروحة المكبوتة في الأعماق، وللذكريات الأليمة في الماضي. وشفاء النفس يجعل الإنسان حراً طليقاً ذا شخصية سوية يستقبل الأمور بطريقة سليمة وناضجة.
النفس أبرز جوانب الشخصية البشرية في التعامل، ولكي نفهم ما هي عملية الشفاء للنفس سيتطلب منا أن نتعرف على منطقتين في النفس:
1ـ الشعور أو العقل الواعي (أو الشخصية الظاهرة): وهو منطقة الإدراك العادي في اليقظة وكذلك منطقة التفكير و تعقل الأمور التي أعتدنا عليها.
2ـ اللاشعور أو العقل الباطن (أو الذات الباطنية): وهو الإدراك غير المقصود وغير الناتج عن محاولة تفكير أو تعقل مُعتاد، بل يكتشف وجوده فهو مثل الحلم (لم نقصد أن نحلم لكننا حلمنا وما نحلم به يعبر عما بداخلنا بدون أن نبذل أي محاولة للتفكير) وهذا النشاط العقلي اللاشعوري ذات مغزى كبير للشخصية الإنسانية.
والشفاء في جوهره (تحرير الشعور الواعي و الباطني)

هو تحرير للعقل الباطن "اللاشعور" أو العقلية اللاشعورية أو الذات الباطنية من المشاعر المدفونة أو المقبورة فيها و التي تفسد على الإنسان طاقاته وراحته.. لأن كل شكل من أشكال السلوك الشعوري (الواعي) تحركه عوامل لاشعورية (أي باطنية) ولهذا جاء "...تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ." (أفسس3: 16)


المشاعر
 المشاعر هي أحدى قوى التحرك الداخلي إما في الاتجاه الايجابي أو في الاتجاه السلبي.
الإيجابيات السلبيات                                            (والنجاح) (والفشل)

1ـ الوراثة.    
2ـ سوء وأخطاء التربية.
3ـ ضعف الإيمان الحقيقي بالله.    
4ـ زيادة قدر توقعات الإنسان من نحو الآخرين (وقوفهم معنا مثلاً).
5ـ تجربة.
أسـباب (مصادر) الجـراح والكســور في قلب وشخصية الإنسان وهي تتمثل في ثلاثة مصادر رئيسية:
(1) الآخرين.
(2) أنــــا.
(٣) الأحداث الأليمة.

أولاً: الآخـــرين:
وهي تتكون من عدة دوائر تحيط بالإنسان:
1 – الوالدين                              2 – الأهل
3 – الأصدقاء                           4 – المدرسين و القادة
5ـ العلاقات العاطفية المبكرة        6 – وسائل الإعلام

1 ـ الوالدين
الوالدين يمثلان الله في عيني الطفل الصغير، فإذا استطاعا أن يرسما صورة طيبة للأبوة الصالحة في عيني طفلهما، أخذ الطفل صورة حلوة وصحيحة عن الله، والعكس صحيح تماماَ. كما أنها الأقرب إليه من في أهم فترات تكوين شخصيته.


رسالة رفض فظيعة




 من وقت الرحم
١ـ إظـهار عدم الرغبة في الطفل  أو بعد الولادة
٢ـ المحبة المشروطة بمعنى أن يكون الحب مقابل أعمال معينة يجب أن يعملها
مثل الطاعة و الأدب والاجتهاد في الدراسة. وهي عكس المحبة الحقيقية غير المشروطة.

٣ـ طريقة التربية أو التنشئة:

أ -  سياسة الترك: وهي تدمر نفسية الطفل(بلا جدران) – لخوف لعدم الاهتمام

ب-  سياسة القسوة: الخطأ يقابله عقاب قاس

ويلاحظ أنه هناك فرق كبير بين العقاب والتأديب، فالله يمارس معنا التأديب كأبناء وأحباء ويدعونا لكي نمارسه مع أولادنا.
العقاب
التأديب
نتيجة للخطأ
ليس بسبب الخطأ بل بسبب الإصرار على رفض النصح
الغضب من الشخص
إظهار الحب والتقدير للشخص (قبل، أثناء وبعد التأديب)
علنية العقاب
سرية الـتأديب
فورية العقاب
النصح و التحذير قبل أي إجراء
مقدار العقاب = حجم الخطأ

يؤلم ولا يضر حجمه ثابت مهما كان السبب – يتغير بحسب السن

٤ـ غياب الوالدين
عدم وجودهم بقرب أولادهم للسفر أو العمل أو المشغولية الذائدة و ليس بسبب الوفاة. وذلك لأن الطفل يفسر غياب والديه بعدم حبهم واهتمامهم به ولقد أجريت دراسة على أطفال المارينز وأكتشف إن غياب الآب يولد الآتي:
1 – السخط أو الغضب         تطورها         العنف والميل للجريمة.
٢  ـ الخيال والإنكار          تطورها          اضطراب في الشخصية
٣  ـ محاول إعادة العلاقة     تطورها          حب الامتلاك والسيطرة.
٤ـ الشعور بالذنب           كبت             التمرد.
                                 التنفيس           انحراف    
٥ـ الشعور بالخوف    من أن يفقد أمه أيضاً    مزاج عصابي (قلق).
٦ـ الانسحاب من الحياة (العودة إلي رحم الأم)   الذهان والأمراض العقلية.

٥ ـ الكلام السلبي
كأن يقال للطفل ]أنت مش نافع، أنت غبي، أنت كسلان، أنت شكلك وحش، أنت.. الخ[ وهي من أكثر الأمور تدميراً لنفس الإنسان وتولد صغر النفس والشعور بالنقص.
لأنه يرى نفسه في عيني والديه... وهي أقسى من العقاب المادي بكثير.لان المرآه التي برى صورته فيها.

٦ـ التمييز بين الأبناء
تعطي الانطباع بأنه في الدرجة الثانية بعد الآخر وهذا يسبب أيضاً الشعور بالنقص. ويبني مبدأ المقارنة في التقييم وهو هدام للغاية.
(ملحوظة: ظاهرة الأبن الأوسط)
٧ـ المثال السيئ
قد يظهر الأبوين في صورة مثل سيئ أمام الطفل وأن يرتكبوا أخطاء كثيراً ما نهوا الطفل عنها مثل الكذب، الشتيمة أو مسك سيرة الغائبين بالسوء ... وهذا يجعل الطفل يحيا صراع داخلي لأنه فقد المثل الأعلى الذي يحتاجه وفقد الثقة في الآخرين والقيم نفسها.

٨ـ علاقة الوالدين بعضهم ببعض
إذا كانت هذه العلاقة سيئة وبها خصام وتبادل للتهم والإهانات، فهذا يؤثر سلباً علي نفس الطفل مولداً داخله نوع من فقدان الأمان والثقة بالآخرين. وهي أشد الأمور تدميراً لنفسية الطفل (فصام).
لن يصدق محبتهم له لأنهم غير قادرين ان يحبوا بعضهم بعضاً خاصة لو جعلوا الفل جزء من هذا الصراع أو شاهد الطفل أي خيانة زوجية.

2ـ الأقــــــارب
١ـ الكلام السلبي «الأحكام»
٢ـ التفرقة والتمييز بينه وبين إخوته أو بعض أقاربه
٣ـ إساءة استخدام الطفل مثل الاعتداء الجنسي علي الأطفال مما يولد لديهم (الشعور بالذنب + الشعور بالظلم).

٣ـ الأصـــدقاء:
١ـ السخرية والاستهزاء.
٢ـ التنكر له في بعض المواقف مما يجعله يفسر ذلك علي أنه خيانة للصداقة مما يولد بداخله ألم ومرارة لهدم قيمة ومثل كان يعتز به.
3 – رفضه من الشلة في وقت من الأوقات. --- صغر النفس

٤ـ المدرســــين:
١ـ القسوة وتسبب كرهه المادة الدراسية والفشل فيها.
٢ـ السخرية وتسبب صغر النفس وإحتقارها.
٣ـ تمييز الآخرين عنه وتسبب صغر النفس ومبدأ المقارنة.
5ـ العلاقات العاطفية (خاصة في السن المبكر).
مع بداية المراهقة يعيد الإنسان اكتشاف نفسه ويصير هش قابل للكسر والجرح بسهولة:
١ـ الإساءة أو الإهانة من الطرف الآخر تسبب في ترك جراح غائرة في نفس الإنسان.
2- كسر العلاقة يترك تدمير كبير أيضاً لأنها رسالة قوية بالرفض.
6ـ وسائل الإعلام
                           قائم علي المادية واستغلال شعور الإنسان بالنقص 
                           مبدأ المقارنة لتشعر بالغيرة فتندفع للشراء والتعويض.
                                                      العنف
                           الموجة السينمائية «الأفلام»   

      الجنس -        الخيال - الرعب   -    الإعلام 
                                                               
وكلها عكس قانون الحب والأمان الحب غير المشروط و القبول كما أنا

1) لأن الجو المحيط بنا ملئ بالمرض، وبالتالي فلا نقدر أن نُميز احتياجنا نحن وأن بداخلنا شيء يحتاج للشفاء.
2) لأن رحمة الله التي هي إلي الأبد تتدخل كثيراً وتنقذنا من مشاكل وضيقات شديدة حتى رغم وجود المرض، لكن هذا لا يلغي أنه يريد أصلاً شفاءنا.
3) وجود مشغوليات وأعمال والتزامات عديدة في الحياة لا تدع لنا الفرصة لأن نجلس ونفكر ونصلي ونكتشف ما بنا، فدوامة عجلة الزمن والحياة تجعلنا غير مبالين بالحاجة إلي الشفاء.
4) لكوننا نلقي بمسئولية أي مشاعر مرضية لدينا علي الآخرين المتسببين فيها دون أن نفكر في أننا ضعفاء داخلياً بغض النظر عن أخطاء الآخرين.
تأثير مشاعر الرفض وعدم التقدير من الآخرين يمكن لمثل هذه المشاعر أن تعوق إلي حد كبير علاقاتنا مع الآخرين وكذلك علاقاتنا مع الله متى سمحنا لهذه المشاعر أن تتمكن منا وتكدر حياتنا.

·              الذكريات الأليمة تلقى بظلالها على الحاضر.
·              وتؤثر في نظرة الإنسان للمستقبل.
·              وتتحكم بطريقة غير مباشرة في ردود أفعال هذا الإنسان.
·              وفى تكوين مفاهيمه عن نفسه وعن الله وعن الآخرين وترسخ في أعماقه مفاهيم مغلوطة عن كل الأمور.

يُشبه الهيكل البشري ككل مدينة.. قد تكون لها أسوار مكشوفة وأبواب مفتوحة، وقد تكون محمية ومحصنة وقد لا تكون.
"مَدِينَةٌ مُنْهَدِمَةٌ بِلاَ سُورٍ، الرَّجُلُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى رُوحِهِ." (أمثال28:25)
"هأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ الْيَوْمَ مَدِينَةً حَصِينَةً... فَيُحَارِبُونَكَ وَلاَ يَقْدِرُونَ عَلَيْكَ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأُنْقِذَكَ»."(أرميا1: 18، 19)
والعدو: مُتربص بالإنسان، يُحيط بها من كل جانب لينتهز كل فرصة ممكنة سواء من الناس الذين يمكن أن يستخدمهم أو من الأحداث التي يقابلها الإنسان.. يسعى لكي يصوب إلي الكيان البشري محاولاً تفتيته أو تجريحه لكي يُسهل عليه أن يُعيقه بأكبر درجة إعاقة داخليه في أعماقه..
"...الْخَوْفُ مُسْتَدِيرٌ بِي بِمُؤَامَرَتِهِمْ مَعًا عَلَيَّ. تَفَكَّرُوا فِي أَخْذِ نَفْسِي." (مزمور13:31)

لكل جزء من أجزاء الإنسان الثلاثة أمراضه: فنحن نعرف عن أمراض الجسد (مثل الحميات ونزلات البرد – والسرطان...) ونعرف عن مرض الروح (وهو الخطية بأنواعها) كما أن للنفس أمراضها (مثل الاكتئاب – الشعور بالذنب – صغر النفس..) ونعرف عن شفاء أمراض الجسد بمعرفة الأطباء وشفاء الروح عند الرب يسوع بالخلاص لكن لا نعرف كثيراً عن شفاء النفس.

وفره لنا عمل المسيح على الصليب الذي شمل أصلاَ كل شئ. لنا شفاء الروح (بالتجديد)، وشفاء الجسد (بلمسة الروح القدس)، وشفاء النفس (بسيطرة الروح القدس) فهو ليس فكرة إنسانية جميلة ، لكنه عمل المسيح."...أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ..."(لوقا4: 18)

الحقيقة التي يريد الله أن يرى الإنسان عليها، ومعنى ذلك أن طلب الشفاء ينبغي أن يكون قائم بذاته بغـض النـظر عن:
أشـخاص (أتعبوا نفسيتنا)
أو أماكن (لها ذكريات مريرة)
أو أحداث مؤسـفة (كان لها تأثير على مجرى حياتنا)
[مع أنه قد نكتشف مرضاً ما من خلال شخص أو موقف أو...]
لكننا يجب أن ننظر إلى مثل هذا الشخص أو الموقف من وجهة نظر سليمة وهو انه كان السبب فقط في معرفة ما بداخلنا..
الله يريدنا أحراراً تماماً، ليس من الخطية فقط، بل أيضاً من المشاعر والأحاسيس التي تقيد النفس.
فإن العدو ماكر خبيث يبحث فينا عن منافذ يتسلل بها إلينا، وليس العالم فقط هو كل المنافذ التي يتسلل منها العدو إلينا.. لكن أيضاً وبكثرة هائلة كل جانب النفس مريضة فيه (جاء في بعض الآيات ارتباط بين الشفاء وحرب العدو).
"أُعَظِّمُكَ يَا رَبُّ لأَنَّكَ نَشَلْتَنِي وَلَمْ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي. يَا رَبُّ إِلهِي، اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي" (مزمور30: 1، 2)
"اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي. فُكَّهَا. بِسَبَبِ أَعْدَائِي افْدِنِي" (مزمور69: 18)
"وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَالْعَرَبُ وَالْعَمُّونِيُّونَ وَالأَشْدُودِيُّونَ أَنَّ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ قَدْ رُمِّمَتْ وَالثُّغَرَ ابْتَدَأَتْ تُسَدُّ، غَضِبُوا جِدًّا" (نحميا4: 7)
فإن العدو كما في سفر "نحميا" اغتاظ من بناء الأسوار التي كانت منهدمه لأن الأسوار المنهدمة هي فرصة لعمليات تسلل شيطاني، والشفاء في مجمله هو التئام للكيان بحيث يعيش ويعمل في تناسق وانسجام.. وعلى ذلك فجانب كبير من الحماية للنفس يرتبط بالشفاء الداخلي. فإبليس يحاول أن يحول الاكتئاب النفسي إلى هزيمة روحية, ويحول المشاعر المحترقة إلى ثقة محروقة لأنه يعي ضعف الإنسان وأغواره ويأتي سريعاً إلى قلب شخصيته الذاتية لأنه يكون مترقباً أي ثغرة ينفذ منها إلى الشخصية (مثل الحساسية الزائدة والانتقاد).

 فلقد كانت هناك شروط قديماً وضعت لمن يقومون بخدمة الرب (من جهة النجاسة بأي شكل من الإشكال).
(لاويين21: 21) "كُلُّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ الْكَاهِنِ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ وَقَائِدَ الرَّبِّ. فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ" وهذه ترمز لنجاسات الخطية التي يجب التطهير منها. ثم بعد ذلك يتجه نحو العيوب الجسمانية التي تجعل الإنسان لا يليق لخدمة الله وهذه ترمز إلى أمراض في النفس التي قد يرثها الإنسان أو استجدت عليه (لاويين21: 16 – 23) "وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً : كَلِّمْ هَارُون قَائِلاً إِذَا كَانَ رَجُلٌ مِنْ نَسْلِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ فِيهِ عَيْبٌ فَلاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ. لأَنَّ كُلَّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ. لاَ رَجُلٌ أَعْمَى وَلاَ أَعْرَجُ، وَلاَ أَفْطَسُ وَلاَ زَوَائِدِيٌّ، وَلاَ رَجُلٌ فِيهِ كَسْرُ رِجْل أَوْ كَسْرُ يَدٍ، وَلاَ أَحْدَبُ وَلاَ أَكْشَمُ، وَلاَ مَنْ فِي عَيْنِهِ بَيَاضٌ، وَلاَ أَجْرَبُ وَلاَ أَكْلَفُ، وَلاَ مَرْضُوضُ الْخُصَى. كُلُّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ الْكَاهِنِ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ وَقَائِدَ الرَّبِّ. فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ. خُبْزَ إِلهِهِ مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ وَمِنَ الْقُدْسِ يَأْكُلُ. لكِنْ إِلَى الْحِجَابِ لاَ يَأْتِي، وَإِلَى الْمَذْبَحِ لاَ يَقْتَرِبُ، لأَنَّ فِيهِ عَيْبًا، لِئَلاَّ يُدَنِّسَ مَقْدِسِي، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُهُمْ.".

فالعيوب الجسمانية هي رمز للعمى الروحي والالتواء وصغر النفس وسرعة التأثر و... وهكذا وكلها أمراض تمس النفس بدليل أن الرب عاد وسمح لمثل هذه الحالات بخدمته (إشعياء56: 3 -7) "فَلاَ يَتَكَلَّمِ ابْنُ الْغَرِيبِ الَّذِي اقْتَرَنَ بِالرَّبِّ قَائِلاً: إِفْرَازًا أَفْرَزَنِي الرَّبُّ مِنْ شَعْبِهِ وَلاَ يَقُلِ الْخَصِيُّ: هَا أَنَا شَجَرَةٌ يَابِسَةٌ. لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِلْخِصْيَانِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ سُبُوتِي، وَيَخْتَارُونَ مَا يَسُرُّنِي، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي: إِنِّي أُعْطِيهِمْ فِي بَيْتِي وَفِي أَسْوَارِي نُصُبًا وَاسْمًا أَفْضَلَ مِنَ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ. أُعْطِيهِمُ اسْمًا أَبَدِيًّا لاَ يَنْقَطِعُ. وَأَبْنَاءُ الْغَرِيبِ الَّذِينَ يَقْتَرِنُونَ بِالرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَلِيُحِبُّوا اسْمَ الرَّبِّ لِيَكُونُوا لَهُ عَبِيدًا، كُلُّ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسُوهُ، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي، آتِي بِهِمْ إِلَى جَبَلِ قُدْسِي، وَأُفَرِّحُهُمْ فِي بَيْتِ صَلاَتِي، وَتَكُونُ مُحْرَقَاتُهُمْ وَذَبَائِحُهُمْ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي، لأَنَّ بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى لِكُلِّ الشُّعُوبِ.". 

وقد كان بولس يخدم وبه شوكة في الجسد ومن الضروري أن ندرك بأنه لا يوافق طبيعة الله أن يستخدم إنساناً بصورة جيدة ويكون بهذا الإنسان أسقام نفسية لأنه بالتأكيد سيصطدم في خدمته بعثرات منبعها الداخل وليس الخارج.. وستكون خدمته موضع شك.

ولذلك اهتم المسيح بشفاء نفس بطرس من الذكريات المؤلمة حول الإنكار للمسيح.. وجعله يبدأ من جديد (يوحنا21)، (متى26: 69- 75)  "أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا خَارِجًا فِي الدَّارِ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً  وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ. فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى، فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ وَهذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا"

قد يسأل احدهم هذا السؤال: "مادمت قد قبلت الرب يسوع مخلصاَ شخصياً في حياتي وصرت خليقة جديدة فما الحاجة إلى شفاء النفس؟
وللإجابة: نرجع إلى الكتاب المقدس الذي يعرفنا أن الإنسان {روح ونفس وجسد} "وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ."(1تسالونيكى5: 23).
وعند رجوع الإنسان الخاطئ إلى الله بالتوبة والإيمان يأتي الروح القدس إلى روح هذا الإنسان ويقيم علاقة حية مع الله، والجسد سيخلص بمجئ الرب لاختطافنا سواء كنا أحياء أو راقدين ولكن ماذا عن النفس (التي تتكون من العقل أو الذهن والإرادة والعواطف أو المشاعر) أليست في حاجة مستمرة إلى عملية الشفاء المستمر و كي يصير الإنسان مشابهاً لصورة المسيح  "لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. (رومية8: 29)
ولذلك فعملية التقديس هذه والتشبه بالمسيح تتطلب الآتي:

تجديد الذهن:
 أي التحرر من فكر العالم ومنطقه والخضوع لفكر المسيح وكلمته وبالتالي إعادة بناء المفاهيم طبقاً لكلمة الله.
"لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ ‍فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟" وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا ‍فِكْرُ الْمَسِيحِ." (1كورنثوس٢:‏١٦)
"هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ،"(2كورنثوس١٠:‏٥)
"وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ ‍أَذْهَانِكُمْ،..." (رومية ١٢:‏٢)

ملاحظة هامة:
قد تتعرقل عملية تجديد الذهن وقبول فكر الله بسبب وجود جروح نفسية وخبرات أليمة يكون صداها أقوى من الحقائق التي يعرفها الإنسان بعقله لذلك وجب شفاء النفس أولاً.

إخضاع الإرادة:
يوماً بعد يوم حتى تكون متفقة مع إرادة الله الصالحة الكاملة المرضية والخروج من دائرة الذات والتخلي عن الأنانية.
"... لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ ‍الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ." (رومية ١٢:‏٢)
"وَمَهْمَا سَأَلْنَا نَنَالُ مِنْهُ، لأَنَّنَا نَحْفَظُ وَصَايَاهُ، وَنَعْمَلُ الأَعْمَالَ ‍الْمَرْضِيَّةَ أَمَامَهُ." (1يوحنا٣:‏٢٢)

شفاء المشاعر وتحريرها:
كي تكون أداة للروح القدس يستخدمها لخير الإنسان والآخرين.
"اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي. فُكَّهَا. (حررها) بِسَبَبِ أَعْدَائِي افْدِنِي." (مزمور69: 18)
"يَشْفِي الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ...عَظِيمٌ هُوَ رَبُّنَا، وَعَظِيمُ الْقُوَّةِ. لِفَهْمِهِ لاَ إِحْصَاءَ." (مزمور147: 3-5)
"أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ (أرغب - اطلب في الصلاة) أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ." (3يوحنا2)

ألا نعود إلى ماضينا لكي نبكيه ونشفق على أنفسنا من جراء الأحداث الأليمة بل نصير محررين من آثار الماضي المعوقة لمسيرتنا في الحاضر.
شفاء النفس يقودنا إلى التحرر من التقوقع حول ذواتنا ونظرتنا الدائمة إلى داخل أنفسنا وبالتالي نكون قادرين على العطاء لمن حولنا فالشخص المعوق نفسياً هو إنسان منغلق على ذاته ليس عنده ما يمنحه لغيره.
في عملية الشفاء نستطيع أن نتعرف على حقيقة أنفسنا ودوافعنا ونوايانا فكثير من أفعالنا واختياراتنا منبعها الأساسي أمور نفسية ملحة تدفع بنا إلى طرق مغلوطة ولكن بعد شفاء النفس نستطيع أن نحيا في النور ونكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين ومع الله.
أن تصير مشاعرنا حرة غير مكبلة وقادرة على التعبير عما بداخلنا بصدق ووضوح.
إغلاق الثغرات التي منها يدخل إبليس إلى حياتنا فهو يريد أن نغفل عن ضعفاتنا كي يستخدمها لهدم حياتنا وتعطيل مشيئة الله فيها.
أن نكون أصحاء نفسياً قادرين على تحمل مسئوليات الحياة بمختلف أنواعها قادرين على اتخاذ قرارات سليمة في أوقاتها الصحيحة لأن الإنسان المعوق نفسياً يكون ضعيف أمام محكات الحياة ومتطلباتها ويحاول دائماً الهروب منها.
إن شفاء النفس ما هو إلا تقديس النفس وتكريسها لله إذ به يملك الله على نفسياتنا ومشاعرنا وممتلكاتنا بعد أن تكون قد تحررت من بصمات العدو. فإن آلام الماضي وخبراته قد دفعت بنا لتعلم طرق خاطئة في التعامل مع الآخرين وصارت هذه الطرق من سمات شخصياتنا ولكن شفاء النفس يعطى الفرصة للروح القدس ليعيد بناء تفكيرنا وردود أفعالنا ويهذب شخصياتنا كي نكون مثمرين لعمل الله.

هناك بعض الأمراض الجسدية الناتجة عن اضطرابات نفسية مثال: (بعض أمراض القلب – ارتفاع ضغط الدم – قرحة المعدة والأثني عشر..) يمكن أن يشفى منها الإنسان إذا تخلص من مسبباتها النفسية في شفاء النفس.

من الأهداف الرئيسية لشفاء النفس هو أن نبشر شباب اليوم بأن هناك الطبيب الأعظم الذي يمنح الشفاء والتحرير وبذلك نحميه من انزلاق قدميه في طريق الانحراف الخلقي أو استعمال المهدئات أو الاستعباد للمخدرات فإن السبب الحقيقي وراء كل هذه الانحرافات يكمن في افتقار الشباب للشعور بالحب والانتماء.

·     لا يولى الآخرين اهتمامه أو انفعاله بهم.
·  شخص حساس جداً (وسواس) فمثلاً إذا دخل غرفة بها شخصان يتحدثان بصوت منخفض فقد يظن في نفسه أنهما يتحدثان عنه.
·     له أصدقاء قليلون ونادراً ما يكوَّن مع أحد صداقة عميقة.
·     يحاول التهرب من معرفة أشخاص جدد.
·     نادراً ما يظهر عرفانه بالجميل.
·     معظم كلماته نقد لاذع.
·     يحمل حقداً للناس ومن الصعب أن يغفر لهم.
·     له طبع عنيد ووجه عابس.
·     غير راغب في مشاركة احد أو مساعدته.
·     في النهاية قد يعانى من تقلبات شديدة بالمزاج تتأرجح بين حالات النشوة الزائدة وشعور بالاكتئاب والحزن.

مثال من الكتاب المقدس للجروح والمتاعب النفسية التي يفعلها إبليس للمؤمنين:
الشيطان سيد قاسى لا يعرف الشفقة وقد قدم لنا الوحي المقدس صورة حية لهذه القسوة في وصفه لمعاناة شعب الله القديم (الذين يرمزون للمؤمنين) أيام خضوعهم لفرعون وشعبه (الذين يرمزون لإبليس وجنوده)

"فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ،..."(خروج1: 11)
"وَمَرَّرُوا حَيَاتَهُمْ بِعُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ فِي الطِّينِ وَاللِّبْنِ وَفِي كُلِّ عَمَل فِي الْحَقْلِ. كُلِّ عَمَلِهِمِ الَّذِي عَمِلُوهُ بِوَاسِطَتِهِمْ عُنْفًا." (خروج1: 14)
أمر فرعون قابلتى العبرانيات "...إِنْ كَانَ ابْنًا فَاقْتُلاَهُ، وَإِنْ كَانَ بِنْتًا فَتَحْيَا"." (خروج1: 16)
"ثُمَّ أَمَرَ فِرْعَوْنُ جَمِيعَ شَعْبِهِ قَائِلاً: "كُلُّ ابْنٍ يُولَدُ تَطْرَحُونَهُ فِي النَّهْرِ، لكِنَّ كُلَّ بِنْتٍ تَسْتَحْيُونَهَا"." (خروج1: 22)
وبرغم هذه المعاناة لما أرسل الله إليهم موسى "...لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى مِنْ صِغَرِ النَّفْسِ، وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَةِ." (خروج6: 2ــــــ9)

"وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا." (إشعياء53: 5)
"رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ،." (لوقا4: 18)
"يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ."(أعمال الرسل10: 38)
"الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ." (1بطرس2: 24)

1ـ الأمانة الشخصية وعدم التهرب "...صَرَّحْتُ بِطُرُقِي..." (مزمور119: 26)
فالتجاهل والكتمان أو أحدهما لأي جانب مرضي في النفس يحافظ علي المرض مستوطناً.
2ـ الاقتراب من كلمة الله في اتجاهي التأمل والدراسة "أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ..." (مزمور107: 20) 
3ـ طلب مؤازرة الروح القدس والاستجابة الملائمة لكشف الروح.

4ـ مشورة الشركاء المخلصين.
إن المشاعر من طبيعتها أنها يمكن أن تتسلل وتغوص في الأعماق وتستتر فيها حتى تؤثر علي السلوك وعلي الحياة كلها سواء نتيجة تجربة أو تربية أو مجموعة أحداث.
ثم يتحول هذا الشعور إلي قوة دفع سلبي يحطم في الإنسان الطاقات والطموحات فتتعطل الأهداف السامية.
ومن الملاحظ...،
أن المواقف أو التجارب التي نمر بها قد تختفي من أمامنا إلا أن المشاعر المتعلقة بهذه المواقف تكون حية ومتحركة في اللاشعور (العقل الباطن) وتسبب تأزم نفسي وسلوكي، والعلاج دائماً مبني علي إخراج المشاعر المرتبطة بهذه المواقف إلي حيز الوعي ليتعرف عليها الشخص ويراها ماثلة أمامه حتى يُعالج منها.
التعب النفسي يجلب مزيداً من التعب "نَفْسُ التَّعِبِ تُتْعِبُ لَهُ..." (أمثال16: 26)

الجروح والمتاعب النفسية التي تحتاج إلى شفاء كثيرة ومتعددة نذكر منها:
تجديد الذهن.
الصورة الذاتية.
صورة الله المشوهة.
الشعور بالذنب.
الشعور بالنقص.
الشعور بالرفض.
الشعور بالغيرة.
الخوف (الفشل/ المستقبل/ المجهول).
الإحباط والاكتئاب.
الغرور والكبرياء.
الغفران.
والشعور بالوحدة
القلـــــق
الغضــــب
الحزن المفرط
الرغبة في الانتحار
والحاجة للتقدير
والاحتياج للأمان
المخدرات
العنف
الشذوذ الجنسي


هذا السؤال لطالما بحث الكثيرون عن إجابته..
هناك بعض النقاط الموجزة في كلماتها، إلا أنها بفعل عمل الله العجيب تتحول إلى قوة مغيرة ومؤثرة بحياتنا.
إن كنتِ تشعرين بالاحتياج إلى شفاء مشاعرك، فتأكدي انكِ لستِ بمفردك تنشدين هذا المطلب.. اسمحي لي أن أشاركك ببعض النقاط متمنية أن  تجديها عملية ومفيدة..

نحتاج إلى الاعتراف بحاجتنا للشفاء:
 البعض يستر احتياجه خشية أن يتعرض للرفض من الآخرين، ولكن علينا ألا نسمح للرفض الذي تعرضنا له من الآخرين في الماضي أن يحول دون حصولنا على الشفاء الذي يسعى الله أن يمنحنا إياه.
فالله يعرف كل منا عن قرب، وعندما نكون أمناء معه في كشف احتياجنا أمامه، ونخبره عن جروحنا، عندئذٍ يبدأ معنا في مسيرة الشفاء.

 نحتاج أيضاً أن نعترف بمشاعرنا السلبية
إن كان خزاننا الداخلي ممتلئاً بالغضب والسخط والمرارة وغيرها من المشاعر السلبية، فنحن في أمس حاجة إلى أن نعبر عن هذه المشاعر السلبية أمام أناس يتفهموننا. من الجدير بالأهمية أن ننمي علاقات حميمة بأشخاص يفسحوا لنا المجال أن نكون أنفسنا أمامهم، أناس يستطيعون أن يتلامسوا مع المعاني العميقة لكلماتنا ومشاعرنا دون الحكم علينا أو انتقادنا أو توبيخنا على مشاعرنا.

إن مثل هذا الاعتراف بالمشاعر السلبية يعمل على تنقية قنواتنا الداخلية وجذور أفكارنا، فيسهل عند هذه النقطة من التفريغ السلبي أن نتزود بالملء الإيجابي.

نحتاج أن نغفر لمن أساء إلينا
الغفران لا يعني نسيان الخطأ كما لو أنه قد تم محوه من ذاكرتنا، كلا، بل ستبقى الذكرى لما حدث، ولكن الغفران يعني تقديم القبول والمحبة بالرغم من شعورنا بالجرح (أي أن الغفران يأتي في المقام الأول الذي يتبعه فيما بعد شفاء المشاعر) وهذا عمل إرادي 100 %، إذ إنه لا يعتمد على المشاعر بأي حال من الأحوال.

نحتاج أيضا أن نقبل محبة الله
هناك فراغ داخل قلوبنا دفين جداً ولا يستطيع أن يملأه سوى الله، فمن الجدير بالأهمية ألا نتمركز حول ذواتنا بل علينا أن نثبت أفكارنا وأنظارنا نحو الله.. علينا أن نتكلم إلى الله سبحانه ..نقدم له التسابيح والترنم.. نتأمل بأمانته  وقداسته.. نتأمل في رحمته التي هي بلا حدود وفي صفحه الآسر والغافر.
عند هذه النقطة ، وبالوجود في حضرة الله سبحانه، سنتمكن من التلامس مع محبته لنا والاقتراب إلى قلبه الأبوي الحنون المملوء بكل الحب والحنو علينا.

نحتاج أن نفكر أفكار الله ، ونتخلى عن الأفكار السلبية التي لطالما جذبت أرجلنا إلى الخلف
نحتاج أن نفكر الأفكار التي هي بحسب فكر الله لنا وليس بحسب نظرتنا نحن لأنفسنا.
وهذا بالطبع يحتاج إلى تدريب. ومن الجدير بالأهمية أن نعترف بأن الأفكار السلبية حجبت عنا لوقت طويل التمتع بأفكار الله الصالحة من جهتنا.

 نحتاج أيضا إلى الصبر
لماذا كانت هذه الخطوة مهمة في مسيرة تعافينا؟ لأن نفاذ الصبر يقودنا إلى الاستسلام الذي بدوره يجعلنا حساسين تجاه أي نقد، وربما يجعلنا عرضة للشعور بالرفض، وبالتالي سيعيق ذلك من تعافينا، فالتعافي هو عملية نمو والنمو يحتاج إلى صبر.

فلنثق أن الله يعمل فينا، وأن الصراع الذي بداخلنا هو جزء من عملية تعافينا.
الله يستخدم جميع الأمور ليعلمنا من خلالها دروساً نافعة ثمينة. فلنثق أننا لسنا بمفردنا نجتاز الألم، ولكن الله سبحانه معنا، بقلبه الأبوي يشملنا وبسلطانه يمنحنا الغلبة والشفاء.. فما أعظمه إله محب يجبر الكسور ويطلق للنور. 

ملاحظات ختامية:
إذا كان هناك شخص ما يحتاج إلى شفاء النفس وهو مازال بعيداً عن الله ولم يقبله كمخلص شخصي له، فيجب عليه اولاً ان يصطلح مع الله من خلال صليب المسيح فينال حياة جديدة ثم بعد ذلك يختبر شفاء النفس إذ ليس من الممكن أن تشفى النفس بينما الروح ميتة بسبب انفصالها عن الله.

أما الذين قبلوا المسيح مخلصاً شخصياً لهم فيجب ملاحظة الآتي:
أن عملية الشفاء لا تتم باتباع الخطوات السابقة بطريقة روتينية جامدة – فما سبق ذكره ليس وصفة طبية بسيطة – ولكن الشفاء يحدث في المقابلة الحقيقية بشخص المسيح الشافي.
لاحظ أن الشفاء لا يتم في يوم وليلة ولكنها عملية مستمرة من الاستنارة والتحرير تستغرق وقتاً.
إن عملية شفاء النفس من اوجاعها ليس هي نهاية المطاف بل لابد أن تقود إلى إعادة بناء المفاهيم وتجديد الذهن والنمو في النعمة والسير في طريق النضوج والتشبه بالمسيح.


نقلا عن مدرسة المسيح
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة