U3F1ZWV6ZTUzMjc4MTUwNzAyMTcyX0ZyZWUzMzYxMjQ2NDQ3MDYxOA==

{38} السلوك المسيحي. الوحدة السابعة: السلوك المسيحي منهج دعوة للحرية

{38}- السلوك -المسيحي. -الوحدة- السابعة:- السلوك -المسيحي-  منهج -دعوة- للحرية

منهج دعوة للحرية

الوحدة السابعة: السلوك المسيحي  

{38} السلوك المسيحي. 

v   أهداف الدرس:
معرفة معنى السلوك بالروح؟
أهمية السلوك بالروح.
ما هو السلوك بالروح؟؟
كيفية السلوك بالروح؟

v   اختبر وافحص:
1ـ هل يجب عليك السلوك ليس بحسب شهوات الجسد؟
2ـ هل تشتاق الى السلوك بحسب ما يليق بالإنسان الروحي؟
3ـ أن عدم السلوك بحسب نظريات العالم، بل بحسب مبادئ المسيح. امر مهم لحياتك؟
4ـ هل تجاهد فى حياتك لكى تسلك سلوك بحسب ما يرضي المسيح؟

v   آيات الدرس:
"فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً" (أفسس4: 1-٢).
"١٥وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ." (أفسس6: 15)
"١٣وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى." (عبرانيين12: 13)

"١٥أَرْجُلُهُمْ سَرِيعَةٌ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ." (رومية3: 15)
"اُسْلُكُوا بِحِكْمَةٍ مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ." (كولوسي 5:4)
"...مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِه ِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ  لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ..." (كولوسي10،9:1)

"وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ." (كورنثوس الأولى 40:14)
"لِكَيْ تَسْلُكُوا بِلِيَاقَةٍ عِنْدَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، وَلاَ تَكُونَ لَكُمْ حَاجَةٌ إِلَى أَحَدٍ..." (تسالونيكي الأولى 12:4) (تكوين 1:17& تسالونيكي الأولى 13:3)

"فَمِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَسْأَلُكُمْ وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ، أَنَّكُمْ كَمَا تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وَتُرْضُوا اللهَ، تَزْدَادُونَ أَكْثَرَ." (تسالونيكي الأولى 1:4)
"مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ {أي في المسيح} يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا." (يوحنا الأولى6:2)
"فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ لِي الرَّبُّ بِشِدَّةِ الْيَدِ، وَأَنْذَرَنِي أَنْ لاَ أَسْلُكَ فِي طَرِيقِ هذَا الشَّعْبِ..." (إشعياء 11:8)

 السلوك المسيحي
 يظن البعض أن الحياة مع الرب هي مجرد إيمان، وحب وروح، ولا تهم الفضائل والسلوك..
   بينما يهتم الكتاب بالسلوك المسيحي من جهة الدينونة ذاته فيقول "١‏إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ." (رومية٨: ١) إذن سلوك الإنسان بالروح هو الذي يحميه من الدينونة.

     ويعتبر هذا السلوك الروحي دليلاً على الثبات في الرب.  ويطلب الرسول مستوى عاليًا جدًا فيقول: "‫٦مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ (أي المسيح) هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا."(يوحنا الاولى2: 6).

    نحن إذن مطالبون بالسلوك حسب الروح، وبأن نضع أمامنا في سلوكنا مثال سلوك السيد المسيح أيضًا..
وأهمية السلوك المسيحي، قول الرب "٢٠‏...مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.". (متى٧: ٢٠)
     هذا السلوك له ناحيتان: إيجابية وسلبية.  وكل منهما لها خطورتها.  ولهذا يقول يوحنا الرسول "٧‏وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ." (يوحنا الاولى1: 7).  هذا من الناحية الإيجابية.

وماذا عن السلبية؟ يقول الرسول "٦‏إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ." (يوحنا الاولى1: 6)
   إذن سلوكنا المسيحي هو دليل شركتنا مع الله وهو أيضًا دليل على شركتنا مع الكنيسة..
    ولهذا كانت الكنيسة تفرز كل أخ يسلك بلا ترتيب، كما ذكر بولس الرسول أهل كورونثوس بالآية التي تقول "أعزلوا الخبيث من وسطكم".  ويقول القديس يوحنا: "‫٦ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا." (تسالونيكى الثانية3: 6).

إن كان السلوك أمرًا ليست له أهمية، والمهم فقط هو الإيمان، فلماذا إذن جعله الرسول قمة فرحه فقال "‫٤لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ." (يوحنا الثالثة4).

إننا مؤمنون، ولكن ينبغي أن نسلك كما يليق بالدعوة التي دعينا إليها (اف4: 1).  نضع ثمرًا، لأن كل شجرة لا تصنع ثمرًا تُقْطَع وتُلْقَى في النار..
سوف نفحص بعض النواحي الهامة في حياتنا والتي تمس السلوك بلياقة مثل:

أولاً: السلوك بالروح
ثانياً: السلوك كأولاد النور

أولاً: السلوك بالروح
ما هو المعني بالسلوك بالروح؟
روح الله يسكن في المؤمنين، وهو رجاء المجد فيهم
"٢٧الَّذِينَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ." (كولوسي 27:1).

 والذين يسلكون بالروح سيظهر ذلك في كل دقيقة ويوم في حياتهم. وذلك نتيجة لأختيارهم أن يتوكلوا علي الروح القدس لقيادة أفكارهم وأعمالهم وكلماتهم.

"١١كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً ِللهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.‏١٢إِذًا لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ،‏١٣وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرّ ِللهِ.‏١٤فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ." (رومية 11:6-14).

وفشل المؤمن في التوكل علي الروح القدس يومياً سيؤدي إلي عدم مقدرته أن يعيش كما يدعوه الكتاب "٣أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ"." (يوحنا 3:3 & أفسس 1:4 & فيلبي 27:1).

فنحن نعلم أننا أن سلكنا بالروح فستحمل حياتنا ثماره وهي محبة فرح، سلام، طول آناة، صلاح، أيمان، تعفف، ووداعة، ولطف (غلاطية 22:5 و23).
    والأمتلاء (أو السلوك) بالروح هو السماح للمسيح وتعاليمه بالسكني فينا "١٦لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ." (كولوسي 16:3)

والنتيجة هي شكر، ترنم، وفرح (أفسس 18:5-20 وكولوسي 16:3). فأبناء الله سينقادون بروح الله (رومية 14:8). فعندما يختار المؤمن إلا يسلك بالروح فأنه ينقاد إلي الخطيئة وبهذا يحزن قلب الله، وهنا يأتي دور الأعتراف والندم والرجوع إلي الله (أفسس 30:4 ويوحنا الأولي 9:1).

 من المعروف أن رسالة  أفسس هي أكثررسالة   تتحدث عن الامتيازات والبركات الروحية للمؤمنين بالمسيح، إذ تخبرنا أن الله باركنا بكل بركة روحية، وأنه اختارنا قبل تأسيس العالم، وأنه سبق فعيننا للتبني لنفسه بيسوع المسيح، وأنه ختمنا بروحه القدوس الذي هو عربون ميراثنا، وأننا نحن المؤمنين جسده "ملء الذي يملأ الكل في الكل"، وأنه "أقامنا وأجلسنا معه في السماويات"، وأنه سيحضرنا لنفسه كعروسه، كنيسة مجيدة، لا دنس فيها.. بل مقدسة وبلا عيب. ولكن الامتيازات دائماً تصحبها المسئوليات. لذلك نجد في الرسالة.
نصائح كثيرة بخصوص سلوك المؤمن.. ويذكرسلوك   فيها 7 مرات: سلوكنا قبل الإيمان، وكيف يجب أن نسلك الآن، وكيف لا يجب أن نسلك، وفي كل منها لنا مواعظ نافعة.
أولاً: أهمية السلوك بالروح:

1ـ هو وصية إلهية:
"‫١٦...اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ." (غلاطية5: 16)

2ـ وهو ما يليق بالحياة الجديدة:
"١فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ: أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا.‏٢بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ.‏٣مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ.‏٤جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ." (أفسس4: 1ــ 4)

3ـ كما أنه برهان الاستنارة الروحية:
"‏١٧فَأَقُولُ هذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ: أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ[الناس] أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ،‏١٨إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ." (أفسس4: 17)

ثانياً: ما هو السلوك بالروح؟؟
"‫١إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ." (رومية8: 1)
"‏٥فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ، وَلكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ.‏٦لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ.‏٧لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ.‏٨فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ." (رومية 8 : 5  (8– 

إذاً السلوك بالروح هو ارتفاع عن مستوى السلوك بالجسد ونحن نعلم أن الإنسان يتكون من ثلاثة عناصر:
الروح، النفس، الجسد، وقد وضح بولس الرسول هذا الأمر في رسالته "‫٢٣وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (تسالونيكى الاولى5: 23)

     إذاً الإنسان الروحي لا يسلك حسب الجسد ولا حسب النفس بل يسلك حسب الروح لان السلوك الجسدي يكون واضح جداً للجميع كالإنسان الذي يسلك في شهوات الجسد كشهوة الزنى، شهوة الطعام، أو شهوة الملبس... ولكن ماذا عن السلوك النفسي ؟؟

    في رسالة يهوذا يقول: "‏١٨فَإِنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ: "إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ".‏١٩هؤُلاَءِ هُمُ الْمُعْتَزِلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، نَفْسَانِيُّونَ لاَ رُوحَ لَهُمْ. (يهوذا18، 19) نلاحظ انه قال نفسانيون لا روح لهم هؤلاء سالكون حسب شهوات فجورهم لذلك نفهم أن شهوات الجسد تقودها عوامل نفسانيه خاطئة بعيده عن اتجاه الروح.

 ونقرأ في رسالة يعقوب الفرق بين الحكمة الإلهية وحكمة أخرى يقول عنها "‏١٥لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ.‏١٦لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَزُّبُ، هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ." (يعقوب3: 14– 16) وهنا نجد أن كلمة نفسانيه ارتبطت بعبارة أرضيه شيطانيه.

 ودائماً نجد في كل العبارات الناس يستخدمون فقط السلوك بالروح والسلوك الجسدي ونادراً ما يتحدثون عن السلوك النفساني إلا في حال ظهور عوارض غير طبيعيه على السلوك فيقولون مريض نفسي.

الإنسان النفساني تقوده النفس وغرائز النفس وعقلية النفس ومشاعر النفس بدون روح.
 إما الإنسان الروحي فهو يتصف انه ينتصر على الجسد وعلى النفس ويسلك بالروح وان روحه خاضعة لله.

    يوجد إنسان في داخله صراع بين شهوات الجسد وشهوات الروح "‏١٦وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ.‏١٧لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ." (غلاطية5: 16 – 17)
    أما الروحي فقد خضع فيه الجسد تماماً لله ولكن هذا وحده لا يكفي لان أخطاء الإنسان ليس سببها فقط شهوات الجسد فهو قد يخطىء بروحه أيضاً لا تتعجبوا من هذا فالشيطان روح ومع ذلك فقد اخطأ فهو روح متمرده وروح شريرة والكتاب يتحدث كثيراً عن الأرواح الشريرة والرب يسوع أعطى تلاميذه سلطاناً على أخراج الأرواح.

    فالإنسان الروحي هو لا يخطىء بروحه لأن روحه خاضعة لله تماماً إذن فان نفسه وجسده يخضعان لروحه وروحه تخضع لله.
   "‫١٤لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ." (رومية8: 14) هؤلاء هم الروحانيون الخاضعون لروح الله الذين يقودهم روح الله وهم طائعون لقيادة روح الله ولكن لتنقاد بروح الله ينبغي أن يكون روح الله ساكناً فيك .

     لذلك جعل الله روحه يسكن فينا "‫١٦أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" (كورنثوس الأولى3: 16) وروح الله الذي فيك يعطي روحك معرفه وإرشاد ويقودها في الطريق ويوبخها على الخطية ويحثها على الخير ويذكرها بكل ما قال الرب ويعلمها كل شيء "‫٢٦وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ. (يوحنا14: 26)


والشخص الروحي له المسحة التي من القدوس
"‏٢٠وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ.‏٢١لَمْ أَكْتُبْ إِلَيْكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ الْحَقَّ، بَلْ لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَهُ، وَأَنَّ كُلَّ كَذِبٍ لَيْسَ مِنَ الْحَقِّ.‏٢٢مَنْ هُوَ الْكَذَّابُ، إِلاَّ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ؟ هذَا هُوَ ضِدُّ الْمَسِيحِ، الَّذِي يُنْكِرُ الآبَ وَالابْنَ.‏٢٣كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضًا، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالابْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضًا.‏٢٤أَمَّا أَنْتُمْ فَمَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ فَلْيَثْبُتْ إِذًا فِيكُمْ. إِنْ ثَبَتَ فِيكُمْ مَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ، فَأَنْتُمْ أَيْضًا تَثْبُتُونَ فِي الابْنِ وَفِي الآبِ.‏٢٥وَهذَا هُوَ الْوَعْدُ الَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.‏٢٦كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ هذَا عَنِ الَّذِينَ يُضِلُّونَكُمْ.‏٢٧وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَق÷ وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ." (يوحنا الأولى2: 20 – 27)

    فنجد أن "السلوك بالروح"، هو تسليم خطواتك لله والسماح له بقيادة عقلك. بل هو "المسيرة مع" الروح القدس. وفي النهاية، كما قبلنا المسيح بالأيمان، فأنه ينبغي أن نسلك بالأيمان، إلي أن يأخذنا إلي سماه ونسمع صوت القدير قائلاً: " ٥فَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ غَائِبًا فِي الْجَسَدِ لكِنِّي مَعَكُمْ فِي الرُّوحِ، فَرِحًا، وَنَاظِرًا تَرْتِيبَكُمْ وَمَتَانَةَ إِيمَانِكُمْ فِي الْمَسِيحِ"(كولوسي 5:2)

"٥فَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ غَائِبًا فِي الْجَسَدِ لكِنِّي مَعَكُمْ فِي الرُّوحِ، فَرِحًا، وَنَاظِرًا تَرْتِيبَكُمْ وَمَتَانَةَ إِيمَانِكُمْ فِي الْمَسِيحِ." (متي 23:25)

ونلخص ما سبق في النقاط التالية:
1ـ السلوك ليس بحسب شهوات الجسد، وآرائه، وذاته وكبريائه.
2ـ السلوك بحسب ما يليق بالإنسان الروحي.
3ـ عدم السلوك بحسب نظريات العالم، بل بحسب مبادئ المسيح.
4ـ السلوك بحسب ما يرضي المسيح.

ثالثاً: كيفية السلوك بالروح؟
v   سلوكنا قبل الإيمان
"وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا، التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء (أي الشيطان)، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية، الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم..." (أفسس 1:2-3). هذا ينطبق علينا قبل الإيمان، لذلك تجد كل فعل هنا في صيغة الماضي: "كنتم.. سلكتم.. تصرفنا.. كنا.. وبذلك يشير إلى التغيير الشامل بعد الإيمان.

1ـ التجديد:
"‏٢٢أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ،‏٢٣وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ،‏٢٤وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ."  (أفسس4: 22ــــ 24)
2ـ الانقياد بالروح القدس:
"‏١٤لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ." (رومية8: 14)

3ـ السلوك بالتدقيق:
"‏١٥فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ،"(أفسس5: 15)
4ـ تدريب الضمير الصالح:
"‏١٦لِذلِكَ أَنَا أَيْضًا أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِمًا ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ." (أعمال الرسل24: 16)

رابعاً: معونة السلوك بالروح:
1ـ الله يرشد في الطريق:
"‫٨أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ." (مزمور32: 8)
2ـ معونة الروح القدس:
"‫١٦لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ،" (أفسس3: 16)

ثانياً: السلوك كأولاد النور
"٨لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ.‏٩لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ (النور) هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرّ وَحَقّ." (أفسس5: 8 ،9)
     الاختبار المسيحي يبدأ أولاً بتعلم الحق، ثم ينتهي بالضرورة بأسلوب سلوك. حينما أعرف بماذا تؤمن وتقتنع، حينئذ أستطيع أن أدرك كيف ستسلك وتعمل. وليس كما يعلّم البعض أننا نريد سلوكاً وليس مهماً ما تؤمن أو تعلم به.

    وفي(أفسس5: 8)  نجد إشارة وأيضاً وتحذيراً لِما كانت عليه طبيعتنا من قبل "٨‏لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً،..." فلأننا كنا ظلمة، فإن ميولنا الطبيعية تميل للعودة إلى أمور الظلمة من أفعال ومعاشرات. إن النور والظلمة لا يمكن أن يشتركا معاً، فبظهور النور يختفي الظلام، ولذلك يأتي التحريض بأن نتجنب أبناء المعصية "٨‏...وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ." (أفسس5: 8)

   ونلاحظ أن الناموس كان يطالب الإنسان بما ليس فيه، أما الإنجيل فيطالبنا أن نعلن ما نحن عليه بالطبيعة. والنور الذي فينا ينعكس على العالم من حولنا في صورة ثمارـ كما يُترجم (أفسس5: 9) "٩‏لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرّ وَحَقّ.". إن الصلاح الذي فينا هو عكس الشر الذي في العالم، والبر هو نقيض للإثم، أما الحق فهو ضد الزيف والكذب الذي يتسم بهما العالم. وإن كانت هذه الثمار واضحة في سلوك المؤمن، فستكون النتيجة أن الناس من حولنا يتوبخون بسلوكنا العَطِر الذكي، والذي يعكس رائحة المسيح. ولذلك فالتوبيخ الذي يُنشئه النور، ليس القصد به "الوعظ والكلام" ولكن سلوك عملي وحياة نقية؛ يُظهر للعالم شره وظلمته. وفي الواقع حينما نسلك كأولاد نور سيبدأ الاحتكاك بالعالم من حولنا، وستبدأ المتاعب الحقيقية. قد يقبل العالم منا كلمات النعمة والمحبة، ولكنه لن يقبل حياة السلوك بالقداسة، لأن هذا يتطلب أن نقطع شركتنا مع الشر، سواء كانوا أشخاصاً، أو ما ينتج عنهم من أعمال. وانفصالنا عنهم هو دينونة لهم، ولذلك لا نتوقع سوى الرفض، كذلك كان الحال، وإن كان بدرجة أعظم، مع سيدنا الكريم. وفي الواقع أن "الله محبة" أكثر شيوعاً وقبولاً عند البشر من "الله نور."

‏وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ." (يوحنا الاولى1: 7 )

   لقد كان معروفاً في العهد القديم أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة؛ أي أنه قدوس ويبغض الشر جداً، إلا أن العهد الجديد كشف لنا شيئاً جديداً وهو أن الله ليس فقط نور لكنه أيضاً قد صار الآن في النور"٥وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ.‏٦إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ.‏٧وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ." (يوحنا الاولى1: 5 ـ7). 

فالله في العهد القديم كان يسكن في الضباب وخلف حجاب، ولذلك لم يكن معروفاً إلا من خلال رموز وظلال، لم يكن ممكناً لها بالطبع أن تكشف كل ما فيه، لكن بتجسد المسيح تم المكتوب "١٨‏اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ."(يوحنا١: ١٨) أي كشف لعيني الإنسان كل ما هو الله. وبخروج الله من وراء الحجاب ليكون في النور، لم تقف النتيجة عند حدود كشف مَنْ هو الله فقط، فالإنسان في هذا النور قد صار هو أيضاً مكشوفاً حتى النخاع، بل في الحقيقة لقد صار كل شيء في النور، فالعالم والشيطان والجسد والناموس والدِين وكل شيء أصبح الآن في النور، وهذا ليس بغريب. فالمسيح المتجسد هو الحق، وقد جاء لكي يشهد للحق، وبعد ارتفاعه أرسل الروح القدس روح الحق الذي أرشد الرسل وكتبة الوحي إلى جميع الحق، وقد ساقهم الروح القدس ليكتبوا كل الحق مكتملاً ليكون عندنا كتاب الحق. وإذا كان تعريف الحق هو أنه حقيقة الشيء، تكون النتيجة أنه بالشركة مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح، بقوة الروح القدس، من خلال المكتوب وطبقاً له، يمكن للمؤمن أن يعرف كما عُرف.

     وأعتقد أن هذا الامتياز المبارك هو من أعظم معونات المؤمن الآن على السلوك المسيحي. فرؤيتي لموقف الله من الخطية في الصليب، تملأ قلبي بالبُغضة لها وتقودني لحياة القداسة. ورؤيتي لمحبة الله التي استُعلنت لي في الصليب في بذل ابنه عني، تدفعني للتكريس له. وإدراكي لمحبة المسيح للكنيسة، تجعلني أحب زوجتي. وفهمي لمعاملات الآب المُحب الحكيم معي، ترشدني لكيفية تربية أولادي. وفهمي لحقيقة العالم، تقودني للانفصال عنه. وإدراكي لحقيقة الجسد وفساده، تساعدني في الحكم عليه وإدانته. ومعرفتي بحقيقة الشيطان وأساليبه، ترشدني في الحرب الروحية وتقودني للنُصرة. وهكذا فلقد توفر لي الآن ما لم يكن متوفراً لمؤمني التدابير السابقة، مما يجعلني قادراً على السلوك المسيحي الذي يطلبه الله مني، وفي نفس الوقت يجعلني بلا عذر إن لم أسلكه.


§       السلوك في نور قيامته
    إذ بالحب العملي نتمثل بالله النور نحمل شركة طبيعته، فنُحسب "...أَوْلاَدِ نُورٍ" (أفسس٥: ٨)، لا مكان لظلمة الموت فينا، بل ننعم بنور القيامة، خلال هذا المفهوم يوصينا الرسول أن نسلك عمليًا كأولاد للنور متمتعين بقوة القيامة وبهجتها في داخلنا، معلنة في حياتنا اليومية وسلوكنا الخفي والظاهر، تاركين أعمال الظلمة غير اللائقة بنا، إذ يقول: "وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ، فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَان، لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ.لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِلٍ، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هَذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ.  فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ. لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ" (أفسس4: ٣- ٨).

§       سلوك المؤمن في الأعمال الصالحة
"١٠لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." (أفسس 10:2). إن الله خلصنا على أساس النعمة وليس على أساس أعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى القصد والنعمة. لكنه خلصنا وخلقنا خليقة جديدة في المسيح لأعمال صالحة قد سبق وأعدها لكي نسلك فيها. التي نحن عرضة لأن ننساها أو نتناساها تُذْكَر في أماكن أخرى في كلمة الله، فيقول في تيطس 14:2 عن مخلصنا يسوع المسيح أنه "١٤الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ.".

v   السلوك كما يحقّ للدعوة
"فأطلب إليكم، أنا الأسير في الرب، أن تسلكوا كما يحقّ للدعوة التي دُعيتم بها. بكل تواضع، ووداعة، وبطول أناة، محتملين بعضكم بعضاً في المحبة"
(أفسس 1:4و 2). يجب أن يتناسب سلوكنا مع مقامنا الجديد. فنحن سفراء عن المسيح الذي قال لنا "تعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب".. فنحن علينا أن نمثّله أمام الناس. لنفترض أن رئيس دولة استدعى رجلاً محامياً عيَّنه سفيراً لدى إحدى الدول، فإنه.. قَبْلَ هذه الدعوة كانت له حياته الخاصة، وكان يصرف وقته كما يشاء. فيذهب إلى أماكن الخلاعة إذا أراد، أو يقامر بأمواله. ولكن بعد أن أصبح سفيراً، عليه أن يسلك كما يليق بهذا المركز. ونحن قد دعانا الرب "دعوة مقدسة" (تيموثاوس الثانية 9:1)، "دعوة سماوية" (عبرانيين 1:3). لذلك يجب أن نسلك كما يحق للدعوة التي دُعينا بها، والسلوك اللائق بهذه الدعوة هو السلوك بالتواضع، والوداعة، وطول الأناة، والاحتمال، والمحبة.


ويقول الرسول بولس إلى أهل فيلبي: "فقط عيشوا كما يحقّ لإنجيل المسيح" (فيلبي 27:1)؛ ولأهل كولوسي: "لتسلكوا كما يحق للرب، في كل رضى، مثمرين في كل عمل صالح، ونامين في معرفة الله" (كولوسي 10:1)؛ وللمؤمنين في تسالونيكي: "ونشهدكم لكي تسلكوا كما يحق لله الذي دعاكم إلى ملكوته ومجده" (تسالونيكي الأولى 12:2)

{1} التدقيق مع النفس
    من خلال البعد عن الخطية بكل أشكالها وألوانها. حاسب نفسك قبل أن يحاسبك الله . كن حازماً مع ذاتك ولا تلتمس لها العزر. أن يوسف الصديق كان حازماً مع نفسه فرفض الخطية رغم ان كل الظروف التي من حوله كانت مهيئه لارتكاب الخطية ولم تكن هناك شريعة ولكنه حفظ نفسه طاهراً وقال:"...فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟"." (تكوين 9:39)

   أن السلوك المسيحي هو أن تدقق في كل شئ في اصغر الأمور لان الخطية تدخل قلب الإنسان بمجرد فكرة أو نظرة وتخرج بجرحاً كبير احذروا من الثعالب الصغيرة التي تدخل الكروم الجيدة فتفسدها. أن الشيطان لا يجرب الإنسان بخطية كبيرة لأنه يعرف أن الإنسان سيرفضها لان الإنسان بطبيعة يكرة الخطية. من كنز قلبك الصالح تخرج الصلاح.

{2} التدقيق في العبادة :
    المسيحي دائماً يسلك في حياة الصلاة والصوم وقراءة الكتاب المقدس
الصلاة:
وهي وسيلة الحوار بين الله والإنسان وإذا إنعدم هذا الحوار تدهور الإنسان روحياً وإن الصلاة هي وصية الرب.
"٤٠..."صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ".(لوقا 39:22)
٣٨اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ".")مرقس 38:14(
الصوم :
  السيد المسيح صام أربعين يوماً وأربعين ليلة لكي يعلمنا أن نصوم
التوبة:
أجلس تحت قدمي أب أعترافك وأقر له بخطايك بكل تدقيق لكي تسمع ألوعد الإلهي يقول:
"١٣مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ." (أمثال13:28 (
"‫٩إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ."(يوحنا الاولى9:1)
    والتوبة هي الرجوع إلي حضن الأب لأن الوحي يقول:"٥فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ،..." (رؤيا يوحنا 5:2(

قراءة ألكتاب المقدس: 
"٣٩فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي." (يوحنا39:5) "فتشوا الكتب لعلكم تجدوا خلاص لأنفسكم" . إن كلمة الله هي سر قواتنا فإذا أهملنها نعيش في فتور روحي لأن الرب يوصينا أن نحفظ كلمته
"٨لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً،..."(يشوع 8:1)
"وُجِدَ ‍كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي، لأَنِّي دُعِيتُ بِاسْمِكَ يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ." (إرميا ١٥:‏١٦)

{3} التدقيق في الكلام:
 السلوك المسيحي يعلمنا أن نفحص الكلمة قبل أن ننطق بها كقول الرب: "وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ ‍بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ." (متى ١٢:‏٣٦)
ويقول أيضاً سليمان الحكيم :
" ٢٢كَرَاهَةُ الرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ، أَمَّا الْعَامِلُونَ بِالصِّدْقِ فَرِضَاهُ. " (أمثال22:12 (
"٢٨رَجُلُ الأَكَاذِيبِ يُطْلِقُ الْخُصُومَةَ، وَالنَّمَّامُ يُفَرِّقُ الأَصْدِقَاءَ." (أمثال 28:16)
"١اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ، وَالْكَلاَمُ الْمُوجعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ." (أمثال1:15)
 "صُنْ لِسَانَكَ عَنِ الشَّرِّ، وَ‍شَفَتَيْكَ عَنِ التَّكَلُّمِ بِالْغِشِّ." (مزمور ٣٤:‏١٣)

{4} التدقيق في اختيار ألأصدقاء
 الإنسان بطبيعته سريع التأثر لما حوله من سلوك وطباع وعادات وتقاليد ولذلك يحذرنا الرب علي لسان معلمنا بولس الرسول يقول
" ٣٣لاَ تَضِلُّوا: "فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ" (كورنثوس الاولي33:15(
ويقول داود النبي:
طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ." (مزمور1:1)
    فالابن الضال تأثر بما حوله من أصدقاء وسلك سلوك خاطئ فوصل به الحال إلي أن يشتهي أن يأكل أكل الخنازير .

     وشمشون الجبار سلك سلوك خاطئ رغم وعد الله له وروح الله كان عليه وممسوح بالدهن المقدس وفرز من بطن أمة فسقط سقطة عظيمة وكان مثال الحيوانات. 
   لوط لم يدقق في أهل سدوم وعمورة فسقط سقوط عظيماً.
أما إبراهيم أبوا الآباء الذي عاش وسلك سلوك يرضي الرب فكان الرب معه في كل ما تمتد إليه يدة وقال عنه الرب:
"٢٣...فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا" وَدُعِيَ خَلِيلَ اللهِ." (يعقوب 23:2)

{5} التدقيق في ألسلوك داخل الأسرة وتربية الأولاد
الأسرة المسيحية هي كنيسة صغيرة
 فيقول بولس الرسول:"...وَإِلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي ‍بَيْتِك:" (فيليمون2:1)
الأسرة المسيحية هي مذبح صغير.
 "...وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ".(يشوع ٢٤:‏١٥)
الأسرة المسيحية هي صورة المسيح علي الأرض:
"١٦أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" (كورنثوس الأولى 16:3 (
الأسرة المسيحية هي رائحة المسيح الذكية:
"فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا ‍أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (متى ٥:‏١٦)
دقق في تربية أولادك لأنها وصية الرب
"٦رَبِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ." (أمثال 6:22)

{6} التدقيق في المظهر:
    أن الإنسان المسيحي لابد أن يهتم بمظهر ملابسة لكي لا يكون عثرة لغيرة لان الله يقول: "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ.‏١٤أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل،‏١٥وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ.‏١٦فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (متي 13:5 (
     
فلماذا نرتدي الملابس الشبه عارية التي لا تليق بأولاد الله ويجعل الأنظار تتجه إلينا وربما تعرضنا لاعتداء الآخرين وتطمع فينا الأنظار.
     فلكي نعيش في سلام لابد أن ندقق في مظهرنا من حيث الملابس والمكياج والشكل العام لأننا هيكل الله وهيكل الله مقدس فقدسوا أجسادكم لان الإنسان المسيحي يعيش في وصايا الله ويسلك السلوك المسيحي وحياة التدقيق والقداسة ويجاهد أن يحفظ نفسه طاهراً كل أيام حياته متشبهاً بالرب يسوع في القداسة لان الروح القدس يقول: "١٥بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ.‏١٦لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:"كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ".(بطرس الأولى 16:1)

"٨وَتَكُونُ هُنَاكَ سِكَّةٌ وَطَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: "الطَّرِيقُ الْمُقَدَّسَةُ". لاَ يَعْبُرُ فِيهَا نَجِسٌ، بَلْ هِيَ لَهُمْ. مَنْ سَلَكَ فِي الطَّرِيقِ حَتَّى الْجُهَّالُ، لاَ يَضِلُّ.‏٩لاَ يَكُونُ هُنَاكَ أَسَدٌ. وَحْشٌ مُفْتَرِسٌ لاَ يَصْعَدُ إِلَيْهَا. لاَ يُوجَدُ هُنَاكَ. بَلْ يَسْلُكُ الْمَفْدِيُّونَ فِيهَا.‏١٠وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ بِتَرَنُّمٍ، وَفَرَحٌ أَبَدِيٌّ عَلَى رُؤُوسِهِمِ. ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ. وَيَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ.‏" (إشعياء 8:35-10)

     وإننا إن عشنا في وصايا الله والسلوك المسيحي وحياة التدقيق نكون أحرار ونحتفظ بالحرية التي أعطانا الله إياها لكي نصل إلي الكمال الحقيقي ونستعد للحياة الأبدية السعيدة اللانهائية وتكون أيام غربته علي الأرض هي سلم الرجاء الذي يصل به إلي السماء ونكون في حضن ألآب ونسمع صوت الآب السماوي يقول لنا:"... اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ." (متى٢٥: ٢١)

v   كيف يجب أن لا نسلك
"١٧فَأَقُولُ هذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ: أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ،‏١٨إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ." (أفسس 17:4-18). للأسف الشديد كثيرون من المؤمنين يقلّدون أهل العالم، لا في الأمور النجسة طبعاً، ولكن في الأمور التي بلا فائدة الناتجة عن بطل ذهنهم (أي عقم ذهنهم، كما تقول الترجمة التفسيرية). فالذهن البشري لا يُنتج ما يفرِّح قلب الله، "٧لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ." (رومية 7:8). لذلك يقول: "٢٠وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا،..." (أفسس 20:4-24)




التطبيقات العملية

دعونا ننظر إلى فصلين من كلمة إلهنا. 
أولاً: نقرأ "أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دُعيتم بها" (أفسس4: 1) - أي نسلك حسب المقام السامي الرفيع الذي أوصلتنا إليه النعمة، وهذا يأخذنا إلى آخر إصحاح2 من هذه الرسالة حيث يشرح الرسول أنه في المسيح أصبح اليهود والأمم "إنساناً واحداً جديداً" (أفسس4: 1) . ويقول الرسول إن لنا "قدوماً في روح واحد إلى الآب" ونحن مبنيون معاً مسكناً لله في الروح. 

يا للمقام السامي والامتياز الرفيع! ليتنا نسلك بموجب هذا الامتياز. 

ثانياًً: في كولوسى1: 10يقول "لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضى". في هذا الجزء يطالبنا الوحي أن نعرف مشيئته وذلك لا يتسنى إلا بالخضوع للرب كسيد على حياتنا. فلكي نرضى الرب، علينا بالسير والشركة معه، والسير مع الرب يتطلب حياة الإيمان، وأروع صورة لحياة الإيمان الحقيقية هي حياة الطاعة. 

فليتنا نسعى كلنا لنسلك السلوك التقوى الـمُشبع لقلب إلهنا، ومعرفة كلمة الله تقودنا إلى مخافته "الحق الذي هو حسب التقوى" (تيطس1: 1) . وبحياة الأمانة والقداسة نزين "تعليم مخلصنا الله" (تيطس2: 10) 

الأسئلة


ضع علامة ( * ) في موضوع السلوك المسيحي أمام أفضل إجابة:
1-السلوك الذي يسبب عثره قد نهى الرب عنه في:
( أ ) 2كو 17:5 ( ب) أف 30:4 ( ج ) رو 13:14

2-إذا إرتبت في فعل آي شئ:
( أ ) ليس من المهم أن تجعل له اعتبار ( ب) ربما يعنى أن هذا الشيء من الإيمان وليس خطيه
( ج ) يجب أن تتجنبه
3-من 1كو 19:6 -20 نعلم أن المسيحي:
( أ ) أصبح ملك لله عن طريق الخليقة ( ب ) أنه هو السيد لنفسه
( ج ) أنه أصبح ملك لله عن طريق الشراء

4-(أننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة) هذا يعنى:
( أ ) إننا نستطيع أن نعمل كل ما نرغب ( ج ) ربما يعنى تجنب المسرات العالمية لأننا يجب علينا أن نفعل ذلك
(ب) أننا نريد أن نعمل ما يحبه الله

5-إن الطريقة الجيدة التي تستخدم لكي نقرر ما يصح أن نفعله
( أ ) هل هذا الشيء لمجد الله
 ( ب) ما هو الضرر م هذا الشيء
 ( ج ) ما هي الحسنات التي ستعود إلينا

ضع علامة ( * ) أمام العبارة الصحيحة وعلامة ( X ) أمام العبارة الخاطئة:
6 -أم لستم تعلمون أن جسدكم هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم.
7 -يمكن أن يكون عمل ما من العالم وفى نفس الوقت من المسيح.
8 -إن حفظت نفسك من المسرات العالمية سوف تصير مسيحي حقيقي.
9 -إن نسى المؤمن نعمة الله يستطيع أن يقبل قضاء الله.

10-من الدوافع الجيدة لحياة المسيحي الحقيقي أن يفعل الشيء الذي يراه.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة