U3F1ZWV6ZTUzMjc4MTUwNzAyMTcyX0ZyZWUzMzYxMjQ2NDQ3MDYxOA==

الشعور بالنقص أو صغر النفس شفاء المشاعر


 الشعور -بالنقص -أو -صغر- النفس

 الشعور بالنقص أو صغر النفس

v   أهداف الدرس:
ü    تعريف الشعور بالنقص.
ü    مظاهر الشعور بالنقص.
ü    أسباب الشعور بالنقص.
ü    نتائج الشعور بالنقص.
ü    علاج الشعور بالنقص.

v   اختبر وافحص:
ü    هل فكرت يوماً في النقاط الايجابية في حياتك آم نقاط الضعف متسلطة عليك باستمرار في كل وقت؟
ü    هل أنت متمسك بأرائك دون مبرر حتى لو كانت خطا؟
ü    هل تعانى من التردد في المواقف والقرارات في الظروف الطبيعية والغير طبيعية؟
ü    هل تعانى من شدة الخجل والانطواء وعدم الرغبة في التجانس مع المجتمع؟
ü    هل شعرت يوماً انك اقل من الآخرين وعدم قبولك لنفسك؟
ü    هل سيطر عليك شعور بالعقد من الآخرين؟

v   آيات الدرس:
فَدَخَلَ عَلَى هَاجَرَ فَحَبِلَتْ. وَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا. فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ ظُلْمِي عَلَيْكَ أَنَا دَفَعْتُ جَارِيَتِي إِلَى حِضْنِكَ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرْتُ فِي عَيْنَيْهَا. يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ" (تكوين16: 4، 5)

"فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ هكَذَا، وَلكِنْ لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى مِنْ صِغَرِ النَّفْسِ، وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَة، فَتَكَلَّمَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ قَائِلاً هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَسْمَعُوا لِي، فَكَيْفَ يَسْمَعُنِي فِرْعَوْنُ وَأَنَا أَغْلَفُ الشَّفَتَيْنِ؟"(خروج6: 9، 12)

"لكِنْ كَالِبُ أَنْصَتَ الشَّعْبَ إِلَى مُوسَى وَقَالَ إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا وَأَمَّا الرِّجَالُ الَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ فَقَالُوا لاَ نَقْدِرْ أَنْ نَصْعَدَ إِلَى الشَّعْبِ، لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنَّا فَأَشَاعُوا مَذَمَّةَ الأَرْضِ الَّتِي تَجَسَّسُوهَا، فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ الأَرْضُ الَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا هِيَ أَرْضٌ تَأْكُلُ سُكَّانَهَا، وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي رَأَيْنَا فِيهَا أُنَاسٌ طِوَالُ الْقَامَةِ . وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ، بَنِي عَنَاق مِنَ الْجَبَابِرَةِ . فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ" (عدد13: 30-33)

v   شواهد كتابية:
)عدد 13-14؛  صموئيل الأول 17؛  أرميا 4:1-10& إشعياء 1:43-5 & بطرس الأولى 5:5& يوحنا 14:10-16& تيموثاوس الثانية 7:1& قضاة 6: 11-16)

v   شفاء النفس
     هناك كثير من المتاعب والمشاكل بل والجروح الداخلية تكونت نتيجة عوامل وظروف النشأة الأولى في الصغر وكذا بسبب الظروف التي يمر بها الشخص في مراحل عمره المختلفة، ومن أهم هذه المشاكل والجروح ما يلي:

v   تعريف الشعور بالنقص.
    هو شعور الفرد بأنه اقل من الآخرين وعدم قبوله لنفسه وسيطرة شعور الحقد علي الآخرين أو النفس أحياناً. لسبب من الأسباب مما قد يعوقه علي الاستمتاع بالحياة. وهو الشعور بأن الفرد دون الآخرين أو أقل من الآخرين في القدرات أو الإمكانيات.

Ø    هو الشعور بالدونية:
     أي أن الإنسان أقل من الآخرين ويكون الإنسان لا يعرف أن يتعامل مع مثل هذا الشعور ويُصر على الاحتفاظ به، يتغلغل هذا الشعور إلى منطقة اللاشعور أيضاً وإذ يستقر فيه وينغرس في أعماقه يشعر بالعجز فيتأثر معظم سلوكه.

     ومن المؤكد أن كل واحد بقدر ما (أو بصورة ما) قد أحس أو يشعر الآن بهذا الشعور وبأنه أقل من غيره.. إلا أن الحقيقة المباركة هي أن التعامل مع هذا الشعور بطريقة سليمة لها أثر كبير في تحويل هذا الشعور إلى قوة دفع إيجابي للوصول إلى غايات وأهداف عظيمة. والدليل على ذلك هو شخصية:

ـ موسى  "فَتَكَلَّمَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ قَائِلاً هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَسْمَعُوا لِي، فَكَيْفَ يَسْمَعُنِي فِرْعَوْنُ وَأَنَا أَغْلَفُ الشَّفَتَيْنِ" (خروج6: 12)
ـ إهود  القاضي الثاني "وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ ، فَأَقَامَ لَهُمُ الرَّبُّ مُخَلِّصًا إِهُودَ بْنَ جِيرَا الْبَنْيَامِينِيَّ، رَجُلاً أَعْسَرَ." (قضاة 3: 15)

v   مظاهر الشعور بالنقص:
(أو العلامات الظاهرة أو الأعراض لهذا الشعور)
يمكن أن تحدث إحدى الظواهر الآتية أو اثنين أو أكثر...
 وهنا سنتحدث عن الأمور التي إذا توافرت في شخص معين يكون هذا الشخص مصاب بهذا الشعور. مع اختلاف الدرجات بين الأفراد سواء سلبيا أو ايجابياً في التعبير عن مظاهر الشعور بالنقص.

 [1]  تركيز الفرد حديثه عن إعاقته أو عاهته:
      في كثير من الأحيان نسمع عبارات في أحاديث هذه الفئة من البشر تعكس شعورهم العميق بالنقص وصغر النفس مثل، أنا اسود، أنا ضعيف، "...أَنَا أَغْلَفُ الشَّفَتَيْنِ؟" (خروج6: 12)، "‫فَقُلْتُ: "...إِنِّي لاَ أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ"." (أرميا6:1)، ونظرة الفرد دائماً لنقطة الضعف ولا يستطيع أن يتخلى عنها بل دائماً يضعها أمام عينيه، وشعاره الدائم أنا لا مش قادر.

 [2]  شدة الخجل والانطواء:
    وهو الميل دائماً للانسحاب من المجتمع والتجمعات لأنه يعتقد إن الجميع ينظرون لعيبه أو انه ليست لديه القدرة على التواصل في أحاديث الجماعة. و يعتبر الانسحاب من المجتمع تجنب للنقد كحيلة دفاعية لا شعورية ولكن في الواقع فهو يزيد من المشكلة تعقيداً وإحساسا بالفشل.
     شدة الخجل والانطواء تكون بصورة ملحوظة وعدم الرغبة في التجانس مع المجتمع أو المجال الروحي والخوف من إعلان الرأي أو الاقتناع الشخصي.

 [3] الحقد والكراهية للمجتمع. و الرغبة الشديدة في تحقير الآخرين: 
    فيري هذا النوع من البشر أن المجتمع فاسد، كلهم أشرار،  وكثير النقد علي الناس. ولا يري إلا عيوب الآخرين فبالطبع ليس كل المجتمع فاسد أو جميعهم أشرار. وهو بذلك يحاول أن يري عيوب الآخرين لكي يظهر قيمه لنفسه العلا هذا ما فعلته مريم وهارون أخوة موسي لكي يظهروا قيمتهم بحديثهم عن زواجه من الكوشية وبالطبع ليس المهم بمن تزوج أو لماذا تزوج ولكن الموضوع أعمق من ذلك، وهو مقارنة مريم وهارون أنفسهما بموسى كما يتضح في النص "‫فَقَالاَ: "هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضًا؟"..." (عدد 2:12) وأيضاً فشل أخوة داود في الحرب أمام جليات (صموئيل الاول17) وجعلهم ينظرون نظره سلبية دونية لداود.

    والتهوين من شأنهم ومن شأن الناجحين أو البارزين في المجتمع أو المجال الروحي فتظهر فيهم لهجة التهكم اللاذع والطعن والتجريح والانتقاد. وكذلك التشكيك في كل  قيمة وكل عمل ناجح.

 [4]  القسوة العناد والتصلف في الرأي.
   الذين يشعرون بالنقص فئة شديد التمسك بارائها دون مبرر حتي لو كانت خطا. كما أنهم يميلون لتعظيم أنفسهم، فرض سيطرتهم علي الآخرين، تأكيد الذات، والرغبة في إظهار النفس  في الحديث، فهم كثيرو الكلام عن أنفسهم لكي يخفوا عيوبهم، ولا يقتنعون بسرعة بأخطائهم، كما أنهم لا يتخلون عن أرائهم بسهولة. أما الشخص العادي هو يتمسك برأيه لكن أن تثبت خطأه فهو يتخلي عنه ويناقش الرأي الصحيح. أما الشخص الذي يشعر بالنقص فهو عنيد متصلف. دون مبرر بل علي حساب الأخر.

    فمثلاً تحدث تصرفات يبدو فيها الخشونة والعنف ومحاولة إظهار الأهمية بالإصرار على تعطيل مصالح الآخرين وعدم تأدية المهام  الموكولة إليهم بدون سبب.

 [5]    الغرور والتظاهر (كتعويض داخلي)
      فهو يحاول أن يخفي نقصه بالتعويض والمبالغة في شيء عكسه أو أخر مثل القبح في الجمال فيبالغون في المكياج أو الميكب، أو يستخدمون الشرح والحديث عن أمجادهم وبطولاتهم ليتخطوا الإحساس بالخوف والعجز، البعض يبالغ في مظاهر التدين والعفة لإخفاء خطايا معينة في حياتهم أو الدقة والأمانة في الظاهر مقابل عدم أمانتهم الداخلية.
    شدة التأنق في الملابس بصورة مبالغ فيها وإعطاء ذلك اهتماماً كبيراًـ إدخال الكلمات العلمية أو الأجنبية بكثرة وبدون ضرورة في الأحاديث للتفاخر خلافاً للوضع الحقيقي.


[6] الحساسية الزائدة.
    لكل إنسان حساسيته وكرامته التي يهتم أن لا تُجرح، وكما أن كل فرد يقدر نفسه ويحترمها لكن إذا زادت هذه الحساسية و الكرامة لدرجة أنهم لا يقيلون الاعتذارات من المسيئين إليهم كما أنهم لا ينسون إساءة الناس فترات طويلة.  في الناحية الأخرى نرى عدم تقديرهم لأنفسهم وإحساسهم بالنقص لأنهم يستمدون التقدير من الآخرين وعندما يجرحهم احد معناه إنهم لا قيمة لهم.

 [7]  المكر والدهاء.
     و هذا المظهر يلجأ إليه الفرد عندما يفشل في التعبير عن حقده للمجتمع  مثلاً أو المحيطين به يتخذ جانباً مستتراً في صوره مكر ودهاء.. لإظهار عكس ما يبطن.  
ملاحظة: هذا بالإضافة إلي  وجود حالة من الحزن غير المبرر و حالة من اللامبالاة و عبوسة الوجه المستمرة علي أصحاب هذه المشاعر.

 [12] احتباس الطاقات العاطفية السليمة
    لأن هذه العواطف كثير ما تجد أمامها حراسة يقظة كاملة من الشعور الظاهري والباطني بالنقص.

v   أسباب الشعور بالنقص:
أ‌-     الظروف المحيطة بالتربية في فترة النشأة الأولى (معاملة الآباء والإخوة – المدرسة)
ب‌-    الرسائل السلبية التي تصل إلينا في الصغر (أنت مش نافع .. طول عمرك كده غبي..) والخطورة أن الطفل سهل أن يصدق هذه الرسائل فتنغرس في تكوينه.
ج- قياس ظروفه الحالية بظروف الآخرين (قدراته وإمكانياته)
د- ووجود نقص في بعض هذه الجوانب مثل:

 [1] أسباب ملموسة (ظاهرة)
-عيوب في المواصفات الجسدية: مثل النحافة – البدانة – القصر – عرج في الرجلين – ضعف النظر – لون البشرة – الذكاء. الأمراض التاركة أثراً ظاهراً للعين المجردة وما يزيد من مضاعفة تأثير هذه الأسباب وبالتالي زيادة الشعور بالنقص هو:
كلام الناس أو سخريتهم ـ تقديم عطف غير موزون أو محسوب من شأنه توجيه انتباه الإنسان بشدة إلى الجانب الذي يأتي منه الشعور بالنقص.

[2] أسباب بيئية (اجتماعية)
مثل: الفشل في دراسة معينة أو تكرار الفشل في الحصول على، مستوى التعليم الذي يحصل عليه الإنسان لم يحصل على شهادة عالية – مش مثقف بكفاية أو لم يحصل علي وظيفة أو مركز الأدبي وظلم في العمل.
-عيوب في الإمكانيات المادية: أنا من أسرة فقيرة – ظروفي الاجتماعية صعبة – معنديش إمكانيات مادية.
-عيوب في ظروف المعيشة: ساكن في منطقة عشوائية – أو في شقة ضيقة ولا يوجد فيها كماليات أو ربما بعض الضروريات – شغلي متعب – دراستي متعبة دائماً حاسس أنه غير موفق – غير محظوظ أقل من الآخرين...

[3] أسباب نفسية:                
- سوء التربية الأسرية مثل:
Ø    بعقد المقارنات وإطلاق تسميات غير لائقة على الأولاد مما يحط من قيمة الإنسان.
Ø    التوبيخ العلني أو المتكرر.

 [4] الرفض من الآخرين
لأي سبب (مشكلة قديمة  عدم شعور الآخرين بخفة دم الشخص- خوفهم لئلا يأخذ مكانتهم..)
Ø    العجز عن قيادة من هم تحت مسئولية الإنسان أو أقل منه.
Ø    انصراف الجنس الآخر عنه.
Ø    العجز عن جذب الآخرين بخفة الظل.
Ø    العجز في الأسلوب عن التعبير والتوضيح لما يريد الإنسان أن يقوله للآخرين.
Ø    عدم فهم الذات وإمكاناتها.
    قد يَّكون الفرد صورة عن نفسه اكبر من حجمها أو أصغر، فان كانت الصورة أكبر من حجمها سيفشل عند أول محك عملي وعندها يُصاب باليأس والفشل كمثل الإنسان الذي يدعي المعرفة في كل شيء وهو ليس كذلك. أو إما تكون الصورة اصغر من الواقع فهي طبعاً شعور سلبي واضح يصيب الإنسان أيضاً بالفشل لأنه لا يقدم علي أي عمل لكونه فلقد الثقة في ذاته وإمكاناته. كما أن عدم فهم الإمكانات والقدرات الخاصة لكل به لا تجعل الفرد يسلك بموضوعية واتزان، بل مرات يقوم بأعمال اكبر من إمكاناته أو العكس وهذا غير مناسب.

Ø       نظره الآخرين السلبية للفرد.
      هذا ما تعرض له داود النبي من المحيطين به، فقد تعرض لنظرة التحقير والتقليل من جميع المحيطين به في بداية حياته، من أبيه (صموئيل الأول11:16)" وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: "هَلْ كَمُلُوا الْغِلْمَانُ؟" فَقَالَ: "بَقِيَ بَعْدُ الصَّغِيرُ وَهُوَذَا يَرْعَى الْغَنَمَ". فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: "أَرْسِلْ وَأْتِ بِهِ، لأَنَّنَا لاَ نَجْلِسُ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَى ههُنَا"." نجد أن الأب أسقطه من حساباته. كما تعرض للتقليل من أخوته بوصفه بالكبرياء و بعدم القدرة علي الحرب والعمل في قول احدهم: "أنا علمت كبريائك" (صموئيل الأول17: 28). كما تعرض لنفس النظرة من الملك شاول في قوله "‫..."لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ...لأَنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاهُ"." (صموئيل الأول17: 33)
ماذا كانت  النتيجة ولو استجاب داود لهذه النظرة؟

 ملاحظة:
    وقد يكون لنا دور أحيانا في نظرة الآخرين السلبية لنا. بسبب عدم وضوحنا واشتراكنا معهم في أعمال واضحة  وسهلة يمكننا القيام بها لكننا نعتذر عنها دائماً بدون سبب مما يدفعهم بوصفنا بالسلبية، أو حتى سبب عدم فهمهم لنا وقدراتنا لذلك علينا أن نساعدهم علي تكوين صورة صحيحة عنا من خلال وضوح رسائلنا لهم و وضوح اللغة التي نستخدمها معهم.

Ø    مقارنة الفرد نفسه بالآخرين:
     يقع الفرد فريسة للشعور بالنقص عندما يقارن نفسه بالآخرين وإمكاناتهم، ناسيا أن الله قد خلقنا مختلفين بعضنا عن بعض  لكي يكمل بعضنا البعض. لذلك يجب علي كل واحد منا إن يعرف انه عضو متميز عن الآخر ومختلف عنه. مثل الكنيسة التي هي جسد المسيح "التشبيه الذي أطلقه بولس الرسول علي الكنيسة ونحن فيها أعضاء كثيرين.. نري اختلاف العضو عن الآخر ولكن مع الاختلاف توجد الحاجة لكل عضو.. فماذا لو أصبح كل الأعضاء عضو واحد مثلاً عين فأين كل الجسد؟ أو ماذا لو أصبح كل الجسد رجلا أو يدا فهل سيكون الجسد سويا؟ أم معوقا؟ (كورنثوس الاولى12:12-27) ماذا لو كانت لنا نفس الصفات ما أو الإمكانات ونفس الأهداف، اعتقد انه لن تكون هناك حاجه إلا لعضو واحد فقط، ماذا لو كان كل البستان زهرة واحدة فقط حتى لو كانت في غاية الجمال لن يكون البستان بستانا بزهرة واحدة بل بكل الزهور المختلفة في الشكل أو اللون و الرائحة معاً.

    فعندما نقارن أنفسنا بالآخرين قد نحقد عليهم لتميزهم عنا في صفه ما أو نجد أنفسنا لا نحبهم فقط لكونهم متميزين عنا وفي النهاية قد نصاب بالمرض، ولكن إن أدركنا انه لكل منا قيمته الخاصة به ومواهبه و وزنته المميزة له لعاش كل واحد منا في حب للآخرين و رضا عن النفس دون تصارع وانقسام مريض.

Ø    انعدام القوه مقابل سيطرة الأخر:
    سبب أخر قد يصب الإنسان بالشعور بالنقص و العجز و هو انعدام القوة لدية في مقابل سيطرة وسطوة المجتمع أو الأهداف أو الاحتياجات. فعندما نري الشعب العبراني في ارض مصر قد سيطر عليه شعور صغر النفس سبب ضعفهم وإذلالهم وسيطرة فرعون عليهم. كما يقول الكتاب عنهم "‫... وَلكِنْ لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى مِنْ صِغَرِ النَّفْسِ، وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَةِ." (خروج 9:6)

    فضعف الإرادة أحيانا أمام متطلبات الحياة واحتياجاتها قد تصيب الفرد أحيانا بالقهر والشعور بالعجز واليأس والنقص. و ألعل هذا ما شعر به الشعب مرة أخري في السبي البابلي عندما قالوا "... يَبِسَتْ عِظَامُنَا وَهَلَكَ رَجَاؤُنَا. قَدِ انْقَطَعْنَا."(حزقيال37: 11). أو نظرة الشعب لنفسه أمام بني عناق، "...فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ"." (عدد 13: 33)

 Ø    غياب الهدف وعدم إحساس الإنسان بقيمته.
   غياب الهدف سبب قوي للشعور بالنقص لدي الإنسان مما قد يسبب عدم الاستمتاع بالحياة أو الإقبال عليها. فالحياة بلا هدف معناها الموت البطيء وبالتالي معناها انعدام الدافعية وعدم الرغبة الجادة في البحث عن وسيلة للتكيف مع المحيطين به والسبب الحقيقي انه لا توجد لديه رغبة صادقة في ذلك.

Ø    الطموح الزائد مقابل القدرات المحدودة.
   لابد أن تتناسب الطموحات والأهداف مع القدرات والإمكانات. فلا يجوز مثلاً "...أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ." (رومية12: 3). فإذا قال طالب بسيط  من عامة الشعب انه يريد أن يكون طبيب مشهور أو رئيس جمهورية. فالطموح الأول مقبول أما الثاني فيحتاج إلي مراجعة أو لظروف خاصة. كما يحتاج الفرد إلي تقسيم الهدف الكبير إلي مراحل جزئية ويسعى في تنفيذها. أو إذا تمني الإنسان إن يربح كل العالم للمسيح، فهل هذا يعتبر غير معقول؟ أما إذا قال نفس الشخص انه يريد إن يربح عشرات أو ألاف ولكن ليس كل العالم  أو يدبر فريق كرازي من خلاله يربح الكثيرين في مختلف إرجاء العالم.

Ø    ملاحظة:
"ويجب أن نفرق بين تناسب الطموح وواقعيته وبين لغة الإيمان فنحن قادرون علي امتلاكها لان هذا يعنى أننا عاملون مع الله.

Ø    الخلاصة.
 الإيمان المسيحي يشجع على الطموح الواثق الجاد ولكن في نفس الوقت لابد أن يكون طموحنا واقعي وواضح وقابل للتنفيذ والتقييم.

Ø    خبرات الماضي الفاشلة.
   تظل عالقة بحياة الفرد كل خبرة فشل مر فيها. وقد تصيب تلك الخبرات بعض الأشخاص بالإحباط واليأس، مثل شخص حاول في مشروع ما ولم ينجح أو فشل دراسي أو حاول التقدم في عمل روحي وفشل لنقص الخبرة والإعداد. فقد لا يكرر المحاولة مرة ثانية فقط بسبب خبرته السلبية الماضية مع أن الكتاب المقدس  يدعونا "... إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ،" (فيلبي3: 13).على الرغم من أن تلك الخبرات قد تكون معلمة ومحفزة عند البعض الأخر.

Ø    عدم الميل للمخاطرة والدافعية.
   من الأسباب التي تدفع الإنسان للانفرادية وسيطرة شعور الدونية والنقص هو عدم الميل للمخاطرة وانعدام الدافع والرغبة الجادة.

v   سلبيات الشعور بالنقص (تأثيره):
أ- في دائرة النفس:
 - الحساسية المفرطة «يجرح بسهولة ويثور لكرامته جداً»
- التردد وعدم القدرة على إتخاذ القرار
- حب المظاهر: وربما يُولد غرور وكبرياء ومحاولة القيام بالأدوار البارزة
- المبالغة في الأمور: النجاح – الفشل – الخوف – الحب – الكره...

ب- في دائرة العلاقة بالآخرين:
- العناد والإصرار على الرأي حتى لو كان خطأ
- الدخول في صراعات المنافسة (هو عنده وأنا ... هو بيعمل وأنا...)
- محاولة تشويه صورة الآخرين والتقليل من نجاحهم

ج-  في دائرة العلاقة بالله:
- مجهودات وأنشطة كثيرة لكن غير هادفة ولا تصل إلى نتائج...
- السقوط في خطايا اللذة لتعويض جوانب الفشل في حياته..
- التشكك في محبة الله بسبب حواجز التعثر في الحياة الروحية..

v          نتائج الشعور بالنقص:
[1] تذبذب الشخصية
Ø    التردد في المواقف في القرارات.
Ø    نشاط مضطرب دون هدف محدد.
Ø    تعاقب فترات الصمت الطويل ثم يعقبه الكلام المستمر.
Ø    الدخول في صراعات عاطفية ما بين الحب والكراهية.
Ø    الاعتصار الفكري ثم الهروب إلى الخيال لما فيه من راحة كبرى وانتصارات وهمية.

[2] التعثر في أخطاء وخطايا
Ø    إذ يعالج مشاكل الحياة بسطحية شديدة.
Ø يمارس دور فيه إحساس بالأهمية والعظمة لتعويض الإحساس بالنقص (قد يكون هذا الدور غير مقرر له أصلاً ـ أو لم يتأهل له ـ أو لم يأتي وقته بعد)
Ø تقليد الآخرين أو التشبه بهم في مظهرهم ـ أسلوب كلامهم ـ امتلاك ما يمتلكونه إذ أن هذا يشعره بالراحة لكنه يجلب عليه مشاكل وأخطاء في الحياة حين لا يكون ذلك ملائماً له أو يسبب له تأزمات مادية.

[3] تأزم في العلاقات:
مثلاً:
Ø    في انتقاداته الكثيرة للآخرين يكرهه الناس ولا يستريحون له.
Ø    من خجله وانطواءه يُحير الناس في أمره فيفقدون الثقة فيه.
Ø    من حساسيته الزائدة تجاه كل كلمة يتخبط في الآخرين ولا يقدر أن يفهمهم جيداً..
v   علاج الشعور بالنقص:
    من خلال بعض المبادئ الكتابية يمكن لنا أن نرى العلاج في يد المسيح الشافية و عمل الروح القدس فينا من خلال محبة الله و كلمته الحية والثقة في حكمته العميقة لحياتنا.

 [1] اقبل نفسك.
   لابد لك أولاً أن تقبل نفسك كما أنت بقدرات الضعيفة أو القوية، بلون بشرتك السوداء أو البيضاء، بعاهتك أو بصحتك، وحاول إن تفهم إمكاناتك و ذاتك كما هي لإمكانية التطوير، فلن يشفي إلا من أدرك انه مريض. وقد يكون قبول النفس أمر صعب. فكيف نقبل أمور قد تكون عيوب من وجه نظرنا لكن إذا عرفت أن الرب خالقك ومبدعك معك، وإرادته الصالحة لحياتك ضامنة لك النجاح، كما انه يفتش عنك ليجدك كما أنت لا يتركك. فهل  فهذا يعطيك الشجاعة لممارسة فن قبول الذات.

 [2] اقبل إلهك.
     فأنت لا تستطيع أن تقبل إلهك إلا إذا وثقت به وقبلت نفسك كما خلقك لذلك وضعت قبول النفس في البداية وإن كانت الحقيقة إنهما متوازيان. لا تنظر بتذمر للرب الخالق علي وجودك بهذه الصورة، بل أعرف حكمته انه جعل كل منا متميز عن الأخر ومختلف عنه حتى تكون القيمة كما قلت فلو كان كل البستان زهرة واحدة فلن يصبح بستانا. وعندما تقبل إلهك مخلصاً شخصياً لك سيعالج كل مشاعر النقص والفشل ويعطيك حياه أفضل رجاء الحياة في  الرغبة والإقبال علي الحياة كما يعلمنا الكتاب "...الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ." (كولوسي27:1)

[3]  ابحث عن نقطه مضيئة فيك.
   فالإنسان هو صورة الله وكشبهه (تكوين1: 26) فهو صورة الله في الإبداع والخلق والتجديد. وكل كل شخص لديه القدرة علي الابتكار وان تفاوتت النسبة هذا بالإضافة انه لابد أن تكون لك وزنات من السيد المسيح، حاول أن تعرفها وتنميها تاجر بها و اربح و ثق أن المعيار ليس في كم وزنة لديك بل المعيار في الأمانة فإذا كنت أمينا ستسمع الصوت "...نِعِمَّا أَيُّهَا ‍الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ." متي25: 21 كما أن خبرات الإيمان المسيحي يؤكد  لك أن ستربح مهما اختلفت ألوزنه "كما وكيفا "والتاريخ ملئ بالنماذج التي حققت شيئاً جديداً برغم الإعاقة والفشل السابق منهم – طه حسين، هيللن كلير، بتهوفن، أو حتى بولس الرسول برغم شوكة جسده  لم تعيقه عن الخدمة و الكرازة. وبولس يوصي تيموثاوس الذي يشعر بالخجل والفشل انه يضرم الموهبة التي فيه ولا يهملها (تيموثاوس الثانية1: 6)"...أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ،)

 [4] اعرف كتابك المقدس.
   فالكتاب ملئ بالنماذج التي تخطت كل الحواجز بلغة الإيمان وانتصرت علي  كل المشاعر الانهزامية والدونية مثل يشوع بن نون، كالب بن يفنه، وكيف إنهما لم يهابا بني عناق عدد 13، وبولس الذي انتصر علي الشوكة الجسد بالاتكال علي نعمه الله (كورنثوس الثانية12: 9). كما أن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوه والمحبة والفصح (تيموثاوس الثانية17:1). فالقراءة في الكتاب المقدس اليومية تشجعنا علي احتمال المشقات و تسلحنا ضد إبليس و تجاربه، و معرفة الكتاب يجب إن إلا تقف عند حد المعرفة العقلية فقط بل القلبية و التطبيقية، بمعنى ممارسة ما نتعلمه و نحفظه أهم من الحفظ نفسه.

 [5]  المسيحية تعلمنا الأسلوب الصحيح لمواجهه الشعور بالنقص.
   الانسحاب أو الحقد علي المجتمع والكراهية أو التعويض والمبالغة في فهم الذات ليست هي الأسلوب الصحيح لمواجهة هذا الشعور، ولكن الإيمان بالله والثقة به هي الطريقة الأمثل لعبور مثل هذه المشاعر كما أن العمل مع الله، وملئ الفراغ والخدمة واقصد بملء الفراغ عدم ترك مساحه للمشاعر السطحية في حياتنا.. إملاء  مكانها بكلمه الإيمان. "‫١٦لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً،..."(كولوسي3: 16) "...لِيَقُلِ الضَّعِيفُ: "بَطَلٌ أَنَا!"(يوئيل10:3) فالضعيف يقل إي يدرك و يمارس  ليس ينتظر مكانه حتى يصبح قوي أو بطل.

 [6]  خبرات الماضي ويد الرب معنا.
     وهذا ما لجاء إليه داود ليتغلب علي نظرة الآخرين السلبية له وتذكر كيف إن الرب قواه علي الأسد والدب (صموئيل الاول35:17). تذكر مراحم الله لك كل يوم وأنت لا تفشل. هذا بالإضافة لعدم الاستسلام لهذه المشاعر.

  [7] الله يعاملنا كإفراد ويهتم بتفاصيل كل واحد منا.
     الرب يعرف خاصته ويدعوها بأسماء… فهو يعرفك كما أنت بحالتك بنقصك بضعفك ومع ذلك يحبك، ويدعوك باسمك (إشعياء1:43). وينتظر عودتك، كما أن الله لا يميز في معاملته بين احد من أبنائه بل يهتم بالفرد الواحد داخل الجماعة، فنراها علي البركة مع مفلوج منذ 38 سنة يوحنا 5، نراها مع امرأة ساقطة من حساب المجتمع زانية وهي السامرية في  يوحنا 4. فهو يهتم بالفرد المتحير السائل مثل نيقوديموس  في يوحنا 3، الفرد المنسي من الجميع في  يوحنا 5، كما انه لم ينساك أو يهملك وعليك أن تثق به وان تبدأ من جديد بل لابد تطيع أمره القائل لك "‫٨..."قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ"." (يوحنا 8:5). احمل سرير الفشل والإحباط، سرير النقص والعجز، سرير الوحدة واليأس.

 [8] واجه مشكلتك.
    فالهروب ليس علاج أو حل بل واجهها ومعك كل الأسلحة اللازمة وكل الأمور السابقة. فإلهك معك ويحبك ويهتم بك ويريد أن يعطيك الشفاء. فهل تثق و تقبل إليه فهو يدعوك و في انتظارك ليساعدك، أن كنت تريد، فهل تريد أن تبرأ؟

 ملاحظة:
·        عليك أن تعرف أن الأقلية ليست نقص (الملح والنور).
·        الإيمان ليس غيبيات بل هو الثقة بإمكانات الله وعوده.       
 "... لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ..."  (كورنثوس الثانية 4: 7)
v          طرق الوقاية المستقبلية:
عندما نواجه أي شعور بالنقص علينا أن تكون لدينا إجابة واضحة لهذه الأسئلة:
ـ هل يهمني كثيراً رأى الناس فيَّ ونظرتهم إليّ؟
ـ ما هو السبب الجديد الذي جعلني أشعر بالنقص؟ وما مدى تفاعلي مع الاعتبارات (العلاج) السابقة؟
ـ هل ما أفعله الآن هو لتعويض ما بي من نقص أم بدوافع سليمة وفى اتجاه صحيح وفى الوقت  المناسب؟
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة