صورة الله المشوهة شفاء المشاعرصورة الله المشوهة
أهداف الدرس:
ü صورتنا
عن الإله.
ü مصادر
صور الله المشوهة.
ü نظـــرتي
إلي الله.
اختبر وافحص:
· كيف
تنظر إلى الله؟ وكيفَ تراه؟ هل تراه غير أمين، وقد يقتلك؟
· أم
تراه قاسياً يحصد حيث لا يزرع ويجمع حيث لا يبذر؟
· أم
تراه يرسل لكَ المحن ويجربك بالشرور؟
· أم
تراه مسئولاً عن أمور أكثر تعاسة وأشد بؤساً في حياتك؟
· هناك
دائماً تساؤل : ماذا أو من يشبه الله؟
· هل
يشبه ذلك الأب أو السيد القاسي؟
· هل ذلك
المدير المستبد؟
· هل هو
ذلك الإله الذي يغضب على كل صغيره وكبيره؟
· هل هو
يمثل كل من له سلطه لديك ويستخدمها بعنف وتسلط؟
· ماذا
تتوقع أن تكون شكل العلاقة بينك وبين الله كأب محب، هل نظرتك للأب السماوي مثل
نظرتك لأبيك الجسدي؟
· هل
كانت علاقته بالله كأب محب قد شوهتها صوره أبيك الجسدي؟
آيات الدرس:
"..."مَنْ
يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا...؟" (متى13:16)
"فَصَلُّوا
أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ." (متى٦: 9)
أحياناً
ينشأ الأطفال وفي أذهانهم صور لله غير صحيحة ونفاجئ بظهور تلك الصور من خلال كلمات
معينة أو أفكار تشكيك أو بعد عن الله وفقدان الثقة في الله، ونتساءل من أين أتت
تلك الصور المشوهة؟، وينزعج الآباء حيال تلك الأفكار الغريبة ولا يعلموا أنهم قد
يكون هم بقصد أو بدون قصد هم من زرعوا تلك الصور المشوهة عن الله.
بالتأكيد
توجد صوره أو صور مشوهه عن الله هذه الصور المشوهة التي رسمت في أذهاننا عن الله
تقف في كثير من الأحيان عائقاً عن تكوين علاقة سليمة مع الله.
هذه
الصورة تعمل نوع من التشويش على صوره الله الحقيقية ليس من الضروري أن تعلن إن
صوره الله مشوهه عندك أو مشوشة في داخلك عن الله نتيجة جروح من الماضي... نتيجة
مفاهيم خاطئة عن الله فتكونت وترسبت لديك فكره باطنية داخليه عن هذه الصور المشوهة
لله.
صورتنا عن الإله:
بداخل
كل منا صورة عن الإله. وقد نظن لأول وهلة أن ما تعلمناه عنه أو ما سمعناه من أراء
وتعاليم عنه له التأثير الأول والأخير في تكوين هذه الصورة. ولكن عادة ما يكون
الإنسان مفاهيمه واقتناعاته من خلال مصادر متعددة أهمها خبرات الحياة والعلاقات مع
الآخرين وأيضاً التعاليم التي يتلقنها.
مصادر صور الله المشوهة :
{1} الأب والأم.
{2}أفكار
المجتمع الخاطئة.
{3}
خبرات الحياة وأحداثها.
{4}
إبليس وأفكاره الكاذبة.
{5}حق
الإله ومعرفة الإله الشخصية.
{1} الأب والأم:
لا
شك أن الأب أو من يحل محله في نظر الطفل هو ما يفعله يشبه ما يفعله الله معه لأنه
يصلي يا "أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ،" ففي ذهنه ما يفعله الأب
الموجود معه في المنزل يفعله معه أبوه الذي في السموات، فإن كان الأب قاسي ماسك
بالعصى هكذا يكون الله مثله ليس لديه رحمة، وإن كان الأب بعيد باستمرار أي موجود
وغير موجود هكذا يكون الله بعيد جداً عنه، وإن كانت الأم أو الأب يخلف بوعده ولا
ينفذها له هكذا يكون الله نصلي له ونطلب منه ولا يستجيب، وهناك الآباء الكماليين
والذين نقول عنهم "لا يعجبهم العجب" أي الأب الذي يصعب إرضاؤه ويتكون
صورة عن الله أنه من الصعب إرضاؤه، أو الأب العنيف الذي يعاقب بقسوة وضرب ويتجاهل
مشاعر أولاده وهكذا الله قاسي يعاملني بالعصي، إن التصرفات الخاطئة تنعكس بالسلب
على شخصية الأطفال، وهذا يترك في نفوسهم أثر ليس بالسهل قد يصل بهم في الكبر إلى
الانحراف عن طريق الله، والبعد عن حظيرته لأنهم لا يرون الله في صورته الحقيقية،
الله المحب الرؤوف فكلما كان الآباء محببين ويتمتعوا بالرأفة يكون صورة الله
المتأصلة في ذهنهم صورة صحيحة .
الحقيقة
أن علاقة الطفل بأبيه وأمه لها اكبر الأثر في إعطاءه مفاهيم عن الإله. فهذه
العلاقة تعطي للطفل مفهوماً معيناً عن معنى الأبوة، معنى الحب ومعنى العطاء وما
إلى ذلك من مفاهيم متعددة. فمثلاً الطفل لا يكون مفهومه عن الأبوة عن طريق جمع
الآراء المدونة في كتاب ما ولكن يكونه بما يلمسه في علاقته بأبيه وهذا بالتالي
يؤثر في استقباله لفكر أبوة الإله له. وينعكس على طريقة تعامله مع الإله فيما بعد.
فالكتاب
المقدس يعلمنا أن الإله أب رحيم وصالح ومحب جداً ولكن قد تعني الأبوة عند شخص ما
إنها ذلك الأب المتسلط القاس ولآخر تعني أب منشغل دائماً ليس عنده وقت يمنحه له.
ولآخر تعني الأبوة أن كل ما يهم هذا الأب هو فعل الصواب الذي يراه ولا يهتم به
كشخص ذي قيمة عنده. وآخر يرى الأبوة في أب أناني يعطي ليأخذ وكأنه يمنحه رشوة لكي
يكون على الصورة التي يرغبها هو. وهكذا نرى أن هذه العلاقات بالذات في السنين
الأولى من حياة الإنسان قد ترسب مفاهيماً خاطئة تصبح بمثابة عائق أمام الحق
الكتابي ليصل إليه كما هو إذ أن بؤرة الاستقبال عنده مشوهة ومصابة وبالتالي قد
تتحول هذه الأخبار السارة المدونة في كلمة الإله إلى أخبار محزنة ومشوهة.
{2}أفكار المجتمع الخاطئة:
عادةً
عند حدوث أي كارثة أو مشكلة معينة نقول: {ربنا عاوز كده أو أصل دي إرادة ربنا} حتى
عند وفاة شخص يحبه أطفالنا نقول لهم "أصل ربنا عاوز كده" فيرسخ في ذهن
الطفل أن الله مصدر كل ألم وأنه هو مصدر كل الكوارث في حياتنا ولكننا يجب على
العكس أن نثبت في ذهن الأطفال الفرق بين سماح الله وإرادته، لأن إرادة الله أن
نعيش كلنا في سعادة ولكنه يسمح ببعض الأشياء لخيرنا أو بسبب تقصير منا .
{3} خبرات الحياة وأحداثها:
ومن
منا يخلو من ظروف صعبة وأحداث موجعة ولكن هناك من يلقي اللوم دائماً على الإله
ويظن انه السبب وراء كل بلية في الحياة. لذلك فانه لا يستطيع أن يعرف الإله على
حقيقته لأنه قرر أن الإله ظالم قاس. ولكن السبب الحقيقي لكل الأحداث المؤلمة
والكوارث في حياة الجنس البشري هي خطية الإنسان فبسقوط الإنسان وتعديه على الإله
فتح الباب لتدخل إبليس في حياته وعلاقاته بالآخرين وبالأشياء. فأدخل إبليس بالخطية
إلى حياة الإنسان الأنانية والكراهية والشر والفساد التي لوثت العالم وشوهته فقسي
الإنسان على أخيه الإنسان مثلما فعل قايين بأخيه هابيل وقتله.
وقد
قيل عن إبليس "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ
وَيُهْلِكَ،..."، (يوحنا١٠:١٠) فهدف إبليس هو أن يحطم الإنسان ويهلكه
مستخدماً كل الأحداث لذلك مستغلاً أنانية الإنسان وكراهيته لتدمير الآخرين.
أما
المسيح فقد جاء "...لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ
أَفْضَلُ." (يوحنا١٠:١٠). فهو الإله الصالح المحب الذي يريد أن يحول المر إلى
حلو لنا ويستخدم كل الأشياء لخيرنا.
ألسنا
نلوم الإله كثيراً على مواقف هو بريء منها!! من رمى بيوسف في البئر ومن باعه
للتجار؟ إنهم أخوته. ولكن الإله في صلاحه وقصده استخدم الشر الذي فعله أخوة يوسف
ليكون خيراً له ولهم فيما بعد.
{4} إبليس الذي يشوه صورة الإله الحقيقية:
أن
هدف إبليس أولاً وأخيراً هو أن لا يعرف الإنسان الإله الحقيقي لئلا يحبه ويعبده
ويكون في شركة معه. وإذ معرفة الإله المعرفة الحقيقية هي الحياة بالنسبة للإنسان
فان إبليس بذلك يحقق هدفه وهو هلاك الإنسان وذلك بجعله منفصلاً عن الإله."وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ:
أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ
الَّذِي أَرْسَلْتَهُ." (يوحنا 3:17)
ومن
خلال كلمات الكتاب المقدس سأوضح هدف إبليس هذا وطريقته لتحقيق هدفه:
هدف إبليس الأساسي:
- أن يعمي الأذهان عن معرفة الإله الحقيقي.
- وأن يمنع وصول الحق إلى الإنسان.
- وأن يشوه صورة الإله ويشوه الحق.
كما هو واضح من هذه الكلمات:
"الَّذِينَ
فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ،
لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ
صُورَةُ اللهِ." (2كو4:4(
إبليس
هو الذي يعمي الأذهان حتى لا يصلها نور معرفة الإله الحقيقي. ولكن للأسف أحب الناس
الظلمة أكثر من النور وهكذا يحاول إبليس بكل الوسائل مستخدماً الإحداث الواقعة في
حياة الإنسان أن يوصل له انطباعاً خاطئاً عن الإله وهذا ما فعله مع حواء قديماً
مستخدماً مكره وخداعه. فإذ نقرأ في سفر التكوين هذه الكلمات "وَكَانَتِ
الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا
الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: "أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ
تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟"فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ
لِلْحَيَّةِ: "مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ،وَأَمَّا ثَمَرُ
الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ
وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا". فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ:
"لَنْ تَمُوتَا!بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ
تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ
وَالشَّرَّ"..(تكوين٣: ١-5) هنا نجد الحية تفسر لحواء أمر الإله لها ولآدم
بعدم لأكل من الشجرة التي في وسط الجنة تفسيراً معكوساً للحقيقة.إذ أنها أقنعت حواء لا شعورياً أن
الإله بأمره هذا يحرمها من مكانه رفيعة وهي أن يكونا مساويين له تصيران كالإله، أي
انه إله أناني لا يريد الخير لهما ولكن إذا فهمنا فكر الإله الحقيقي لأدركنا انه
من محبته لهما قد أعطاهما هذه الوصية لخيرهما فهو:
أولاً:
أعطاهما وصية كي يتيح لهما الفرصة لممارسة حرية الإرادة فيأن يختاراً بمحض
أرادتهما أن يطيعاه ويعبران عن محبتهما له بطاعتهما هذه.
ثانياً:
أن الإله هو خالقهما ويعرف جبلتهما وانه ليس لخيرهما أن يقررا أن يستقلا عنه
ويرفضا الخضوع لسلطته، لأنه كيف يستغني الإنسان عن خالقه ومصدر حياته؟ فالإله يعرف
انه أن أكل الإنسان من شجرة معرفة الخير والشر سوف يتكبر ويستقل عنه وعند هذه
النقطة عينها يصير ضعيفاً إمام الشر الذي عرفه ويسقط تحت سطوته .فانفصال الإنسان عن الإله يضع
الإنسان نفسه تحت لعنة الموت لان حياته فيخالقه.
لذلك
نجد أن الإله قرر أن يمنع ادم وحواء من الأكل من شجرة الحياة بعدما أكلا من شجرة معرفة
الخير والشر حتى لا يصير لهما دوام الحياة تحت لعنة الموت والسقوط تحت وطأة الشر.
وهنا نجد إن أمر الإله كان لخير آدم وحواء أما الحية فشوهت الحقيقة وهكذا قبلتها
حواء فحدث السقوط.
القلعة التي يستخدمها العدو لتحقيق هدفه هي الذهن:
"الَّذِينَ
فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ،
لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ
صُورَةُ اللهِ." (2كورنثوس4:4(
"وَلكِنَّنِي
أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ
أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ."(2كورنثوس3:11(
"إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ
قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ.٥هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ
يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ
الْمَسِيحِ،" (2كورنثوس10 :4، 5) فالعدو بمكره يداوم على بناء ظنوناً
وأفكاراً كاذبة حتى تصير حصوناً تعيق الوصول إلى معرفة الإله والمعرفة الحقيقية.
صديقي
حاول معي أن تكتشف ما هي صورة الله في ذهنك، هل هناك صور لله مشوهة في ذهنك؟ وإن
كان فحاول أن تصحح تلك الصور بمعونة ربنا والتي تقودك أكثر إلي محبة الله والثبات
فيه .
{5}معرفة الإله وحقه
أ)
حق الإله ومعرفة الإله الشخصية.
وهنا
سنوضح باختصار الطريق إلى معرفة الإله المعرفة الحقيقية.
الحق الكتابي
ذكر
الكتاب المقدس هذه الكلمات:
"اَللهُ
لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ
هُوَ خَبَّرَ..".
(يوحنا١: 18(
"الَّذِي،
وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ
بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا،
جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،" (عبرانيين١: 3)
فالإله
غير المنظور قد أعلن عن نفسه في ابنه يسوع المسيح المتجسد الذي يحمل صورة الإله
الكاملة والصحيحة للجنس البشري، "فَإِنَّهُ فِيهِ(في المسيح) يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ
جَسَدِيًّا."(كولوسى٢: 9) وفي نور الإنجيل نستطيع أن نعرف شخص المسيح الذي هو
صورة الإله "...لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ
الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.")
2كورنثوس٤: 4)
إذن
فلكي نعرف الإله لا بد أن ننظر إلى يسوع المعلن في الحق الكتابي.
وسوف
اذكر هنا بعض الصفات المذكورة عن الإله:
-
الخالق:
"وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ."(إش8:64)
"وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ."(إش8:64)
-المحب للجنس البشري:
"لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."(يوحنا16:3)
"لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."(يوحنا16:3)
- المانح والمعطي:
فهو يعطي الجميع بسخاء ولا يعير "فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!" (متي11:7)
فهو يعطي الجميع بسخاء ولا يعير "فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!" (متي11:7)
"كُلُّ
عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ
مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ
دَوَرَانٍ." (يعقوب17:1)
- الصديق والرفيق المرشد
في الطريق:
فهو
يشتاق لعلاقة وثيقة بينه وبين الإنسان ويحب أن يرشده إلى الطريق الصحيح.
"...وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا،..."(إشعياء٩: 6)
"أُعَلِّمُكَ
وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي
عَلَيْكَ." (مزمور8:32)
- الرحيم الغفور:
"الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ
الرَّحْمَةِ.لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. لَمْ
يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا. لأَنَّهُ
مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى
خَائِفِيهِ. كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا
مَعَاصِيَنَا." (مز103: 8-12(
- الإله
الصالح :
"الرَّبُّ
صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ." (مزمور١٤٥: ٩)
- الآب السماوي:
فهو
يشتاق أن ندعوه يا أبا الآب ونعيش معه كالبنين مع أبيهم.
"وَأَكُونَ
لَكُمْ أَبًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ،
الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ"." (2كورنثوس18:6)
"اُنْظُرُوا
أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ
هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ." (1يوحنا1:3)
ــــ أب الأيتام :
"أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ، اَللهُ فِي مَسْكِنِ
قُدْسِهِ.اَللهُ مُسْكِنُ الْمُتَوَحِّدِينَ فِي بَيْتٍ. مُخْرِجُ الأَسْرَى
إِلَى فَلاَحٍ. إِنَّمَا الْمُتَمَرِّدُونَ يَسْكُنُونَ الرَّمْضَاءَ.")مزمور5:68-6(
-الراعي الصالح:
"الرَّبُّ
رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ." (مزمور1:23)
"أَنَا
هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ
الْخِرَافِ." (يوحنا11:10)
- المعزي
ومانحالسلوى:
"مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو
الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ،الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا،
حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ
بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ." (2كورنثوس1:
3 ،4)
"كَإِنْسَانٍ
تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا، وَفِي أُورُشَلِيمَ
تُعَزَّوْنَ." (إشعياء13:66)
- الحافظ والحارس:
"بِخَوَافِيهِ
يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ."
(مزمور4:91)
"لاَ
يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ."(مزمور3:121)
- الرب الحنان المتعاطف
معنا:
"فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا: "لاَ
تَبْكِي". ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ، فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ.
فَقَالَ: "أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!".فَجَلَسَ
الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ."(لوقا 13:7-15)
- الإله
القدير:
"...وَقَالَ لَهُ:
"أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً،" (تكوين17: 1)
- الإله
الأمين:
"إِنْ
كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ
نَفْسَهُ."(2تي2: 13)
- الثابت الذي
لا يتغير:
"هِيَ
تَبِيدُ وَأَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، كَرِدَاءٍ تُغَيِّرُهُنَّ
فَتَتَغَيَّرُ." (مزمور26:102)
..."
لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ
دَوَرَانٍ." (يعقوب17:1)
وصفات
أخرى كثيرة يحدثنا عنها الكتاب المقدس لذلك لا بد أن نبني إيماننا بالإله على الحق
الكتابي إذ أن الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الإله.
نظـــرتي إلي الله
من
رسم صورة الله في ذهنك؟
بعض الصور المشوهة عن الله:
كل
منا أحياناً ينظر إلى الله بنظرة مختلفة هو غير عالم أن هذه النظرة خاطئة وهى صور
مشوهة عن الله ومن هذه الصور
{1}اله
القوانين الصارمة:
الذي
يحمل محاسبة دقيقة لكل ما نفعله ويتحين الفرصة عند أو لمنحنى نحيد فيه عن قوانينه
لينزل بنا أقسى العقوبات بلا هوادة. وفي ذات الوقت يزيد مطالبيه يوماً بعد الآخر
من دون أن يمد لنا يد العون.
{2}الله
البعيد عنا جداً:
الذي
لا يوجد عندما ندعوه. بل هو متربع على عرشه ينتظر أن نقدم له الذبائح والمحرقات
ولا يبالي بنا.
{3}
الله الذي يسلب كل الأمور المفرحة في حياتنا إذا سلمنا له دفة الحياة.
{4}اله
المحبة المشروطة: الذي لا يستطيع أن
يمنح حبه إن لم ندفع له ثمناً لذلك.
{5}الله
الذي يستغلنا لتحقيق مقاصده: ولا يعاملنا كأشخاص
ذوي قيمة محبوبين لديه.
{6}الإله
المذل المنتقم من عبيده
(أ)الإله
الحاكم بأمرة علينا وعلينا السمع والطاعة.
(ب)
الخوف من العقاب عند المخالفة.
{7}الإله
البعيد الغائب العالي في سماه:
(أ)
الله لم يره احد قط.
(ب)
حينما اكلمه لا أجده.
{8}
اله المحرمات والممنوعات:
(أ)
اسمه لا يرتبط بالسعادة والمتعة إن وجود التدين يلغي كل الرفاهية والسعادة.
(ب)
صارت المسيحية مرتبطة بالأفعال السلبية.
{9}اله
مسرح العرائس:
(أ)
اله يتحكم في مصير الناس.
(ب)الإنسان
لا دور له فيما يحدث حوله.
{10}
اله الأبرار والقديسين فقط:
(أ)
اله يحب القديسين فقط أما الخطاة فلا يعرفهم.
(ب)
اله المصلحة اتبعه بشرط.
{11}
اله ضد العلوم والتكنولوجيا الحديثة:
(أ)
الاجتهاد في هذه الأشياء غير مقبول.
(ب)
الكمبيوتر حرام والفيس بوك...
ومن المهم الآن أن نقوم بمقارنة صادقة
بين ما ذكره الكتاب المقدس عن صفات الله الحقيقية وبين تلك الصور التي في أعماقنا،
ذلك محاولة أن نرسم صورة الله في داخلنا، أو أن نصرح بانطباعاتنا عنه، وعند نقط
الاختلاف بين هذه الصورة وبين ما صرح به الكتاب المقدس لا بد أن نقف وقفة جادة مع
الله ونتحدث إليه بكل صدق ووضوح ونشاركه.
مشاعرنا
مهما كانت، وان كان هناك عتاب أو مرارة أو لوم داخلي تجاه الله لا بد أن نعلنه في
محضره بقلوب متضعة أمامه، ونطلب عفوه واستنارة الروح القدس في قلوبنا كي نتحرر من
كل المفاهيم المشوهة عن الله وهكذا يترسخ الحق في أرواحنا.
فقد
يذكرنا الروح القدس بمواقف معينة استغلها عدو الخير لزرع هذه الأفكار المشوهة عن
الله وهكذا تفضح أكاذيب إبليس في نوره فنتحرر من هذه الاقتناعات الخاطئة ونقبل
الحق المعلن في كلمة الإله الحية.
ولتكن
هذه الكلمات هي صلاتنا إلى الله: أيها الإله أنني الومك أحياناً على أمور لم
تفعلها أنت بل العدو .أنني ظننت انك
ضداً لي ولكنني اكتشفت انك أبي المحب الصالح الذي يفعل الأفضل لي دائماً. من فضلك
اغفر لي وأعطني نعمة كي أزيل كل الحواجز التي بيني وبينك وأعطني النور الذي فيه
تفضح أكاذيب العدو الخبيث التي زرعها في ذهني عنك وافتح عيناي فأرى مجدك بوجه
مكشوف آمين.
ويبقى
السؤال الأهم ماذا عنكَ أنت؟ كيف تنظر إلى الله؟ وكيفَ تراه؟ هل تراه غير أمين،
وقد يقتلك؟
أم
تراه قاسياً يحصد حيث لا يزرع ويجمع حيث لا يبذر؟ أم تراه يرسل لكَ المحن ويجربك
بالشرور؟ أم تراه مسئولاً عن أمور أكثر تعاسة وأشد بؤساً في حياتك؟ والسؤال الأهم
أيضاً هو:
"من رَسَمَ صورة
الله في داخلك؟".
لقد
نجحَ إبليس في أن يقود آدم وحواء إلى السقوط فقط عندما استطاع أن يشككهما بأمانة
وصلاح الله. فلقد بادرَ إبليس بسؤاله لحواء بكلمة: أحقاً قال الله؟ ثم تابعَ يقول
لحواء "لن تموتا"، وبصريح العبارة كان إبليس يقول لحواء إن الله كاذب
ولا يريدكما أن تصبحا مثله تعرفان الخير والشر، أي أن الله يريدكما أن تبقيا دون
فهم، وهو يستغلكما، وفي اللحظة التي فقدَ آدم وحواء ثقتهما بصلاح الله، ارتكبا
المعصية التي قادتهما إلى السقوط وإلى الموت. لقد رَسَمَ إبليس صورة مشوهة عن الله
في داخلهما، وماذا كانت النتيجة؟ السقوط المريع والموت المؤكد، الذي كلَّفَ الآب
السماوي أن يرسـل ابنـه الوحيـد يسـوع ليمـوت على الصليب، لكي يصلح ما تم تخريبه،
عندما سمحَ آدم وحواء بأن يرسم إبليس صورة مشوهة عن الله في داخل كل منهما!!!
حذارى
من أن تترك صورة مشوهة عن الله في داخلك، حذارى من أن تسمح لإبليس أن يرسم صورة
الله في داخلك، فالنتائج لن تكون أفضل بكثير من النتائج التي حصلت لآدم وحواء.
أحبائي،
دون أي تردد، أفحَّص صــورة الله في داخلك كيف هي حالتها؟ هل هي مطابقة لما يخبرنا
الوحي الإلهي عن الله؟ إذا كان الجواب لا، اسأل نفسك "من رَسَمَ صورة الله في
داخلك؟".
أحبائي،
كلنا نشأنا في بيوت أو أسر ربما لم تكن تعرف الله منذ البداية، وكلنا قاسينا من
هول المصائب والمشاكل والحروب، وربما البعض منا قد فقدَ أحباء له، أو قاسى من
لعنات الفقر والمرض، ولم تكن حينها تعرف الله، وكلنا سمع كلاماً سلبياً يطلقه
الناس ضد الله مثل: "هذا ما كتبه الله لنا" أو "هـذا مـن
الله" أو "الله أراد أن يموت فلان ويُقتل فلان" أو "لماذا
فعلتَ هذا بنا يا الله" ناهيكَ عن عبارات أخرى وأخرى رسخت كلها في أذهاننا،
ثم عليكَ أن تضيف عليها عمل إبليس الذي يريد أن يزيد صورة الله تشويهاً وبشاعةً
أكثر وأكثر. وعندما نأتي إلى الرب ونتعرف عليه، ونصبح أبناء له، وبعد أن نتعرض
ربما لأصغر تجربة، يأتي إبليس ويحرك ما تربى في داخلنا منذ كنا أطفالاً، ويبدأ
بتشويه صورة الله في داخلنا ويقودنا لنتهم الله، ونعتبره المسئول الأول عن كل ما
يحدث معنا من مشاكل وشقاء، وينسحب إبليس من الصورة بعد أن ينجح في رسم صورة مشوهة
عن الله في داخلنا، وبعد أن ينجح في تبرئة نفسه من هذه المشاكل.
أحبائي
لستُ أعلم ما هي الظروف التي تمر بها الآن، فكلنا عرضة لأن نمر بضيقات وتجارب، إما
بسبب الحروب التي يشنها إبليس علينا، أو بسبب ثغرات تركناها في حياتنا أعطت الفرصة
للعدو أن يدخل منها، لكن ما أريد أن أعلنه لكَ بأن الرب صالح، وهو لا يقف وراء أية
أمور صعبة أو شريرة أو قاسية تأتي على حياتك، لا ليس هو من يريدك أن تكون مريضاً
أو أنه يقف متفرجاً عندما تمرض، لا ليس هو من يريدك أن تكون فقيراً أو أنه يقف
متفرجاً عندما تحتاج، لا ليس هو من يريدك أن تكون مكتئباً أو أنه يقف متفرجاً
عندما تحزن، لا ليس هو من يريدك أن تكون فاشلاً أو أنه يقف متفرجاً عندما تفشل، لا
ليس هو من يريدك أن تكون مدمناً على الخمر أو النجاسة أو أنه يقف متفرجاً عندما
تقع في إحدى هاتين العادتين.
أحبائي
أنا متأكد أن صورة الله المرسومة في داخل كل واحد منا تحتاج إلى تصحيح وترميم،
ووحده الروح القدس قادر على ذلك، أرجوك دع الروح القدس والكلمة، وحدهما يرسمان
صورة الله في داخلك من جديد، فالله ليسَ ما يقوله عنه إبليس، ولا ما تقوله عنه
الظروف التي تمر بها، ولا ما تسمعه من الناس عنه، الله هو فقط ما تقوله عنه الكلمة
المقدسة والروح القدس، وعندما تصدق ذلك، وتترك نفسك للروح القدس ليعود ويغرس هذه
الكلمة في داخلك، ثم يرسم صورة جديدة لله في داخلك، أي الصورة الحقيقية، لن تبقى
هذه الكلمات والوعود حبراً على ورق، بل أنني أؤكد لكَ أنك ستختبر صلاح الله ومحبته
وتنفيذه لوعوده يومياً في حياتك واضع أمامك الآن بعض الآيات عن حقيقة الله، وأطلب
منك أن تتأمل بها وتطلب من الروح القدس، وتسمح له بأن يرسم صورة الله الحقيقية في
داخلك.
"... أَنَا الرَّبُّ
شَافِيكَ"." (خروج15: 26).
"جَعَلْتَ
سُرُورًا فِي قَلْبِي أَعْظَمَ مِنْ سُرُورِهِمْ إِذْ كَثُرَتْ حِنْطَتُهُمْ
وَخَمْرُهُمْ." (مزمور4: 7).
"رَنِّمُوا
لِلرَّبِّ السَّاكِنِ فِي صِهْيَوْنَ، أَخْبِرُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ
بِأَفْعَالِهِ. لأَنَّهُ مُطَالِبٌ بِالدِّمَاءِ. ذَكَرَهُمْ. لَمْ يَنْسَ
صُرَاخَ الْمَسَاكِينِ. اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ. انْظُرْ مَذَلَّتِي مِنْ
مُبْغِضِيَّ، يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ،" (مزمور9: 11 – 13).
"الَّذِي يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَالإِيَّلِ،
وَعَلَى مُرْتَفِعَاتِي يُقِيمُنِي.الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ،
فَتُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ." (مزمور18: 33 – 34).
"لِيُعْطِكَ
حَسَبَ قَلْبِكَ، وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ. نَتَرَنَّمُ بِخَلاَصِكَ،
وَبِاسْمِ إِلهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا. لِيُكَمِّلِ الرَّبُّ كُلَّ
سُؤْلِكَ." (مزمور20: 4 – 5).
"...
اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي. يَا رَبُّ، أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ
نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. رَنِّمُوا
لِلرَّبِّ يَا أَتْقِيَاءَهُ، وَاحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ. لأَنَّ لِلَحْظَةٍ
غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ. عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي
الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ. وَأَنَا قُلْتُ فِي طُمَأْنِينَتِي: "لاَ
أَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ". (مزمور30: 3 – 6).
"قَرِيبٌ
هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي
الرُّوحِ. كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ
الرَّبُّ. يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ. الشَّرُّ
يُمِيتُ الشِّرِّيرَ، وَمُبْغِضُو الصِّدِّيقِ يُعَاقَبُونَ." (مزمور34: 18 –
21).
"اَللهُ
مُسْكِنُ الْمُتَوَحِّدِينَ فِي بَيْتٍ. مُخْرِجُ الأَسْرَى إِلَى
فَلاَحٍ..." (مزمور68: 7).
"الَّذِي
يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. الَّذِي يَفْدِي
مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ. الَّذِي
يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ."
(مزمور103: 3 – 5).
هذه
هي صورة الله التي يجب أن تكون مرسومة في داخلك.
قـد
تقـول لـي لكن هذه ليست حالتي، أقول لكَ إن إبليس قد نجحَ في أن يشوه هذه الصورة
في داخلك، وأنا أسألك هل تريد إستعادة الصورة الحقيقية لله في داخلك؟
إذا
تأملت كثيراً في هذه الآيات أو في آيات يقودك الروح القدس إليها، ودع الروح القدس
يعيد رسم صورة الله الحقيقية من جديد في داخلك.
العلاج:
أ) تفريغ الذهن من الأفكار السلبية المشوهة عن الله:
ربما
يكون إبليس قد نجح عن طريق اختبارات مؤلمة أو صدمات نفسية أو معاملة قاسية وخاصة
من الوالدين في فترة الطفولة أن يرسم في أذهاننا صورة مشوهه عن الله مثل:
· الله
غير معروف ولا يمكن الثقة فيه أو الاعتماد عليه.
· الله
لا يبالى ولا يرحم في الظروف الصعبة، ولا يسمع ولا أجده في وقت الحاجة.
· الله
بعيد ولا أستطيع الوصول إليه.
· الله
لا يرى الظلم أو أنه ظالم ومتحيز وغير عادل.
وهذه
اتهامات خطيرة ربما لا يستطيع الشخص التعبير عنها أو إعلانها جهارة ولكنها تظهر في
صورة غضب وثورة داخلية.
وتساؤلات
كثيرة. أين الله؟ هل يرى ما يحدث لي؟ وإن كان يرى لماذا يقف صامتاً؟ لماذا لا
يتدخل ويفعل شيئاً؟ وربما تظهر هذه الاتهامات صريحة (ولاسيما عند الكوارث
الضخمة فقد عزيز في موت أو حادث أو ما
شابه ذلك)
ب) ملء الذهن بالأفكار الإيجابية:
لابد – لكي نشفى – أن نطرد هذه الأفكار
السلبية السابق ذكرها وان نملء أذهاننا بالأفكار الإيجابية عن الله.
أفكار
الله المعلنة لنا من خلال كلمته الحية في كتابنا المقدس وأهمها:
أنت
محبوب ومقبول من الرب:
"إِذْ
صِرْتَ عَزِيزًا فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّمًا، وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ. أُعْطِي
أُنَاسًا عِوَضَكَ وَشُعُوبًا عِوَضَ نَفْسِكَ." (إشعياء43: 4)
أنت
في نظر الرب جبار بأس يمكنك أن تصنع أشياء عظيمة:
"الرَّبُّ
مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ"... اذْهَبْ بِقُوَّتِكَ هذِهِ وَخَلِّصْ
إِسْرَائِيلَ" (قضاة 6: 12، 14)
لك
من الرب خطة عظيمة لحياتك:
"لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ
فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا
لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." (أفسس2: 10)
الرب
إلهك إله التعويض:
"وَأُعَوِّضُ
لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ، الْغَوْغَاءُ وَالطَّيَّارُ
وَالْقَمَصُ، جَيْشِي الْعَظِيمُ الَّذِي أَرْسَلْتُهُ عَلَيْكُمْ." (يوئيل2:
25)
"عِوَضًا
عَنْ كَوْنِكِ مَهْجُورَةً وَمُبْغَضَةً بِلاَ عَابِرٍ بِكِ، أَجْعَلُكِ فَخْرًا
أَبَدِيًّا فَرَحَ دَوْرٍ فَدَوْرٍ" (إشعياء60: 15-22)
"لأُعْطِيَهُمْ
جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ،
وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ
الْبِرِّ، غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ." (إشعياء61: 3)
ج) المعرفة والفهم الروحي:
إننا
كثيراً ما نظن أن الإخلاص يكفي للحياة مع الإله ولكنه وحده ليس بكافياً أن لم
يمتزج بمعرفة الحق. إذ يستغله إبليس لغرس سمومه في الأعماق لقد قيل "هلك شعبي
من عدم المعرفة" وليس لعدم الإخلاص. نعم أن الشخص المخلص سيحفظه الإله ويثبته
ولكن الإله لا يريده أن يظل جاهلاً بل يدعوه بكل الطرق لطلب المعرفة والسعي وراء
النور ومعرفة الإله المعرفة العميقة الناضجة كما ذكر في سفر الأمثال "يَا
ابْنِي، إِنْ قَبِلْتَ كَلاَمِي وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ،حَتَّى تُمِيلَ
أُذْنَكَ إِلَى الْحِكْمَةِ، وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى الْفَهْمِ،إِنْ دَعَوْتَ
الْمَعْرِفَةَ، وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى الْفَهْمِ،إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ،
وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ،فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ،
وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ. لأَنَّ الرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ
الْمَعْرِفَةُ وَالْفَهْمُ.".(أمثال2: 1-6)
"إِذَا
دَخَلَتِ الْحِكْمَةُ قَلْبَكَ، وَلَذَّتِ الْمَعْرِفَةُ لِنَفْسِكَ، فَالْعَقْلُ
يَحْفَظُكَ، وَالْفَهْمُ يَنْصُرُكَ، لإِنْقَاذِكَ مِنَ الْمَرْأَةِ
الأَجْنَبِيَّةِ، مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمُتَمَلِّقَةِ بِكَلاَمِهَا،"
(أمثال2: 10-12، 16 (
جميل جدا ربنا يبارك خدمتكم
ردحذف