رؤية منهج دعوة للحرية للشباب
- هيكل أم مغارة لصوص
يذكر الوحي المقدس في الأناجيل متى ومرقس ولوقا أن الرب يسوع لما جاء إلى أورشليم دخل إلى الهيكل. ووجد الذين كانوا يبيعون بقراً وغنماً وحماماً والصيارف جلوساً، فصنع سوطاً من الحبال وطرد الجميع من الهيكل. الغنم والبقر وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم وقال لباعة الحمام، أرفعوا هذه من ههنا، وقال لهم في (مرقس11: 17) "...بَيْتِي بَيْتَ صَلاَةٍ يُدْعَى لِجَمِيعِ الأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ". فتذكر تلاميذه أنه مكتوب في (مزمور69: 9)"لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي،..." وكما إختار الله في القديم شعب إسرائيل من دون شعوب العالم وجعله شعباً خاصاً له. وميزه وشرفه بأن جعل مسكنه في وسطهم وسكن معهم.
هكذا نرى الرب يسوع تبارك اسمه إلى الأبد بعد موته وقيامته يختار له شعباً آخر. وهم الذين آمنوا به وقبلوه رباً ومخلصاً شخصياً لهم وملكوه على حياتهم وقلوبهم."وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ."(يوحنا1: 12، 13). ولقد شرف الرب هؤلاء المخلصون به أيضاً بأن جعلهم هيكلاً له ليسكن فيهم بروحه القدوس. فلقد جاء في (كورنثوس الأولى6: 19) "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟"
وجاء في (كورنثوس الأولى3: 16 و17) "أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ."
وبذلك يظهر أن جسد المؤمن والمؤمنة هو هيكل للروح القدس وهذا شرف لا يدانيه أي شرف آخر، وإمتياز لا يساويه أي إمتياز آخر حتى تملك العالم بأسره. وهذا حقيقة لا يختلف عليها إثنان .
وكثير من المؤمنين والمؤمنات الذين حصلوا على الخلاص وعلى غفران خطاياهم وسكنى الروح القدس في قلوبهم يفرحون بذلك ولهم كل الحق في ذلك. ولكن للأسف الشديد يكتفون بذلك ولا ينتبهون إلى حياتهم وسلوكهم بعد الإيمان فلا يدققون في تصرفاتهم وأفعالهم وأقوالهم.
وبذلك يفتحون الأبواب لإبليس لكي يدخل ويحتل كثيراً من قلوبهم ويملأها بكثير من الأصنام والآلهة الغريبة وما أكثرها في هذه الأيام. فهناك الشهوات الجسدية والزني الذي إستشرى هذه الأيام، وأيضاً هناك محبة المال ولقد أصبح المال سيداً وإلهاً كما قال الوحي المقدس في (لوقا١٦:١٣) "لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ،... اللهَ وَالْمَالَ." وهناك محبة العالم وما به من "...شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ،...". (يوحنا الأولى٢:١٦)
- هل قلبك يتمتع بالهدوء؟ وعرش مريح للروح القدس؟
وهل هو بيت صلاة وتسبيح وشكر للفادي المبارك الذي أحبنا وأحيانا من الموت، أم مغارة لصوص مليئة بالآلهة الغريبة والشهوات العالمية؟
أننا سوف ندرس في هذا المنهاج الأبواب الغير محروسة التي تتسبب في أفساد الهيكل بالخطية ونتائجها وما نحصد من جراء هذه الأبواب التي تسمح لأشياء وعناصر غريبة ومضرة في أفساد ما نتحصل عليه من الروح القدس وما نسببه نحن في حياة الآخرين بسبب هذه الأبواب المفتوحة على مسرعيها والأمراض التي لحقت بالهيكل وسوف ندرس في كل مرة باب من هذه الأبواب وبعد ذلك ندرس كيف نمتحن كل ما يوضع في طريقاً وكيف نتحذر منه لكي لا يكون شبكة قد نصبها لنا العدو وأخير كيف ندرج في حياتنا في النضوج لكي نعبر مرحلة المراهقة والشباب بسلام ونخرج من هذه المرحلة بأقل الخسائر.
- مثال: نحميا
عندما نقرأ سفر نحميا في الكتاب المقدس، ستجد قصة رجل دعي لكي يعيد بناء أسوار مدينة أورشليم - الأسوار التي هدمت والتي احترقت تماماً بواسطة الأعداء. ولقد كانت مهمة رهيبة وعظيمه وتقريباً مهمة مستحيلة ولقد كان يوجد الكثيرون الذين يقاومون هذا العمل وكثيرون كانوا يسخرون من نحميا ويحبطونه وهناك من شجعوه علي أعاده بناء الأسوار.
"...فَقَالُوا: "لِنَقُمْ وَلْنَبْنِ". وَشَدَّدُوا أَيَادِيَهُمْ لِلْخَيْرِ." (نحميا 2: 18ب)
[نحميا].. لقد قدم "نحميا" التضحية بدون تردد (رغم وضعه المُستريح، ومركزه كساقي للملك) فقد أخذ أجازة من عمله لمدة 12سنة، لكي ما يذهب إلى أورشليم ويُعيد بناء أسوار المدينة. "وَفِي شَهْرِ نِيسَانَ فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ...تُرْسِلُنِي إِلَى يَهُوذَا، إِلَى مَدِينَةِ قُبُورِ آبَائِي فَأَبْنِيهَا..." (نحميا2: 1ـ 12) "وَأَيْضًاً... مِنَ السَّنَةِ الْعِشْرِينَ إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَالثَّلاَثِينَ... اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً ..." (نحميا 14:5).. لقد كانت له أيضاً الحواس المُدربة فلم يستمع إلى تهديد الأعداء. "وَلَمَّا سَمِعَ... فَأَجَبْتُهُمْ وَقُلْتُ لَهُمْ:«إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ لَكُمْ نَصِيبٌ وَلاَ حَقٌّ وَلاَ ذِكْرٌ فِي أُورُشَلِيمَ»." (نحميا 2 : 19 ،20)
لقد خاطب نحميا الشعب قائلاً: "... "أَنْتُمْ تَرَوْنَ الشَّرَّ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، كَيْفَ أَنَّ أُورُشَلِيمَ خَرِبَةٌ، وَأَبْوَابَهَا قَدْ أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ. هَلُمَّ فنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَارًا". (نحميا ٢:١٧)
إلا تجيب معايرك وتقول مع نحميا: "..."إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ لَكُمْ نَصِيبٌ وَلاَ حَقٌّ وَلاَ ذِكْرٌ فِي أُورُشَلِيمَ". (نحميا ٢:٢٠)
لقد آن الأوان لأعاده بناء أسور هيكلك، تماماً كما كان في أيام نحميا، هكذا اليوم الرب قد مسح أشخاص لكي يتشجعوا ويستردوا الأمان والأمن في حياتنا وبيوتنا وفي أرضنا.
واليوم سور الحماية (الأبواب) الذي يجعل الحياة الروحية قويه قد دمر تماماً بواسطة هجوم العدو. وأصبح علي كل إنسان الآن أن يحارب معاركه الخاصة بدون الحماية التي كانت متاحة من خلال أبواب مغلقة قوية.
- غلق الأبواب هي المفتاح
وقفت الجميع في أيام نحميا جنباً إلي جنب لكي تعيد البناء، كل بحسب نصيبه المحدد أمام بيته لكي يقوموا بنصيبهم من العمل. واليوم أيضاً من الحقيقي أن الحياة الروحية القوية يجلبان القوه للمدينة كلها. والحياة المحطمة والمدمرة تترك حياتنا بلا حماية وهشة ومعرضه لهجوم العدو.
أن كلمة الله (الكتاب المقدس) تمدنا بالحماية. أنها هي التي تزودنا بالخطة لإعادة بناء سور حماية قوى وعندما نستخدم خطة الله التي هي كلمته كمعدتنا وأدوات البناء ومبادئه الكتابية عندئذ نبنى سور حماية صحي وقوى ومكان أمن يسكن الروح القدس فيه.
- أبدأ الآن
ربما تكون حياتك مدمرة في هذا الوقت وربما تشعر أنك واحد من هذه الأحجار المحترقة التي قال عنها سنبلط انه من المستحيل استخدامها لبناء سور قوى (نحميا 4: 2) "...هَلْ يُحْيُونَ الْحِجَارَةَ مِنْ كُوَمِ التُّرَابِ وَهِيَ مُحْرَقَةٌ؟" ولم يسمع نحميا إلى صوت العدو ولا أنت أيضاً لا تصغي له يسوع له خطة عظيمة لك وأيضاً يريدك أن يعيد بنائك بقوة واقتدار وبينما أنت تخضع لخطة الله في كلمته وتقبل حدوده وحمايته، فإن حياتك يمكن أن تتغير من خلال قوة الله.
- رؤية المنهاج:
أول ما وقع في خاطري أنْ اكتب هذه المنهاج {دعوة للحرية} في مضمونة {الهيكل وأبوابه} لقد كتب هذا المنهاج للذين في مرحلة المراهقة وشباب جامعة وكتب بلغة مبسطة وابتعد تماماً عن العقائد أو الطائفية بل هي مبادئ كتابية ويشمل على 52 درس يدرس على مدار سنة.
عناوين الموضوعات
- الوحدة الأولى: دعوة للمعرفة
{1} لا تقل أنى ولد.
{2} سكنى الروح القدس.
{3} أعرف نفسك.
{4} أعرف شريكك الأعظم.
{5} أعرف عدوك.
- الوحدة الثانية: أعمدة الحرية
{6} الإيمان
{7} الرجاء
{8} المحبة
- الوحدة الثالثة: الحواس المؤثرة على الحرية
(العالم الخارجي)
{9} الحواس المؤثرة على الحرية (امتلك أبوابك)
{10} الأذن (حاسة السمع).
{11} اللسان (حاسة التذوق ـ الطعام ـ الكلام).
{12} العين (حاسة النظر).
{13} الأيادي (حاسة اللمس).
(العالم الداخلي)
{14} القلب.
{15} الإرادة.
- الوحدة الرابعة:(الشفاء الإلهي) مستشفى النعمة امتلك شفائك
{16} الشفاء الإلهي.
{17} تجديد الذهن.
{18} الصورة الذاتية.
{19} صورة الله المشوهة.
{20} الشعور بالذنب.
{21} الشعور بالنقص.
{22} الشعور بالرفض.
{23} الغيرة.
{24} الخوف (الفشل ـ المستقبل ـ المجهول).
{25} الإحباط والاكتئاب.
{26} الغفران.
- الوحدة الخامسة: (العلاقة بـ الله)
{27} الكتاب المقدس.
{28} الصلاة والخلوة الشخصية.
{29} ذبيحة العبادة والتسبيح.
{30} الصوم.
{31} ذبيحة الشكر.
{32} سماع صوت الله.
- الوحدة السادسة: (النضوج في العلاقات)
{33} النمو في العلاقات.
{34} العلاقة بالوالدين.
{35} الصديق والصداقة.
{36} الاختلاط بين الجنسين.
{37} كيفية اختيار شريك الحياة؟.
- الوحدة السابعة: السلوك
{38} السلوك المسيحى
{39} عفة المظهر الخارج (الحشمة).
{40} السلوك بالتدقيق في الحرية.
{41} السلوك بالتدقيق في الوقت.
- الوحدة الثامنة:(امتحنوا كل شئ)
{42} قراءة الطالع (الفنجان ـ الكوتشينة ـ الودع ـ الأبراج ـ الخ).
{43} الانترنت (الفيس بوك ـ الشات ـ تويتر)
{44} إدمان المواقع الإباحية.
{45} العادة السرية.
{46} الخمر والمخدرات.
{47} التدخين (السجائرـ/ الشيشة).
{48} ساعة لقلبك (الأغاني ـ الرقص ـ نوعية الموسيقى).
يأرب بين يديك أستودع هذا المنهج لِتُكمل ما نقص به، وأنْ تتفضل وتمسح بروح قدسك كل كلمة فيه، لِيَأتِ بالثمر المتكاثر.
إرسال تعليق