كتاب: رحلة نحو الحرية والتغيير الفصل الثالث والثلاثون: تجديد الذهن والانتصار على الخوف
الفصل
الثالث والثلاثون: تجديد الذهن والانتصار على الخوف
33.1 مقدمة: لماذا نشعر بالخوف؟
الخوف
هو أحد أكثر المشاعر التي تواجه الإنسان في حياته، وهو سلاح يستخدمه العدو ليعيق
تقدمنا في علاقتنا مع الله وفي تحقيق خطته لحياتنا. لكن كلمة الله تعلمنا أن الخوف
ليس من عنده، بل هو نتيجة عدم الثقة الكاملة في محبته وسلطانه. عندما نجدد أذهاننا
بحسب كلمة الله، نصبح قادرين على مواجهة الخوف بالإيمان والطمأنينة.
&
(2 تيموثاوس1 :7) "لأن الله لم
يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح."
أسئلة للتأمل:
·
ما أكثر شيء
تخاف منه في حياتك؟
·
كيف يؤثر الخوف
على قراراتك وعلاقاتك؟
·
هل هناك وعود
كتابية تساعدك على مواجهة مخاوفك؟
33.2 أسباب الخوف وتأثيره على الذهن
1.
الخوف من
المستقبل والمجهول
·
كثيرًا ما نقلق
بشأن الأمور التي لم تحدث بعد، ونسمح للمجهول بأن يسرق فرحنا وسلامنا.
·
تجديد الذهن
يساعدنا على استبدال القلق بالثقة في خطة الله لحياتنا.
&
(إرميا 29 :11)
"لأني عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها
عنكم، يقول الرب، أفكار سلام لا شر، لأعطيكم آخرة ورجاء."
تمرين عملي:
اكتب مخاوفك عن المستقبل في دفتر، ثم صلِّ وقدمها لله كعلامة على ثقتك به.
2.
الخوف من الفشل
وعدم الكفاءة
·
أحيانًا نشعر
أننا غير مؤهلين لتحقيق أهدافنا، وهذا قد يمنعنا من اتخاذ خطوات جريئة.
·
لكن الله
يدعونا إلى الاتكال عليه بدلًا من قدراتنا المحدودة.
&
(فيلبي 4 :13) "أستطيع
كل شيء في المسيح الذي يقويني."
تمرين عملي:
حدد
مجالًا في حياتك تخاف من الفشل فيه، وابدأ بخطوة صغيرة تثبت إيمانك بأن الله معك.
3.
الخوف من رأي
الآخرين
العيش
لإرضاء الناس قد يكون عبئًا ثقيلًا، لكن تجديد الذهن يحررنا لنعيش وفق مشيئة الله،
لا توقعات البشر.
&
(غلاطية 1 :10)
"أفأستعطف الآن الناس أم الله؟ أم أطلب
أن أرضي الناس؟ فلو كنت بعد أرضي الناس، لم أكن عبدًا للمسيح."
تمرين عملي:
فكر
في موقف تجنبت فيه فعل شيء صحيح بسبب خوفك من رأي الآخرين، ثم قرر أن تضع رضا الله
فوق كل شيء.
4.
الخوف من الموت
والمرض
قد
يكون الخوف من الموت أو المرض مسيطرًا على حياتنا، لكنه يزول عندما نثق بأن حياتنا
بين يدي الله.
&
(مزمور 23 :4) "أيضًا
إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي."
تمرين عملي:
ردّد هذه الآية عندما تشعر بالخوف، وثق بأن الله يحفظك.
33.3 كيف يساعد تجديد الذهن في
التغلب على الخوف؟
1.
استبدال
الأكاذيب بالحقائق الكتابية
غالبًا
ما يكون خوفنا مبنيًا على أفكار غير صحيحة، لكن كلمة الله تعطي الحق والنور.
&
(يوحنا 8 :32) "وتعرفون
الحق، والحق يحرركم."
تمرين عملي:
عندما
تشعر بالخوف، اكتب السبب، ثم ابحث عن آية كتابية تعاكسه وكررها يوميًا.
2.
التركيز على
محبة الله
المحبة
الكاملة تطرد الخوف، فعندما ندرك كم نحن محبوبون من الله، يصبح خوفنا بلا قوة.
&
(1يوحنا 4 :18)
"لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة
تطرح الخوف إلى خارج."
تمرين عملي:
خذ
دقيقة كل يوم لتتذكر موقفًا شعرت فيه بمحبة الله في حياتك.
3.
الصلاة
والتسليم لله
الصلاة
هي مفتاح التحرر من القلق، فهي تجعلنا نضع مخاوفنا بين يدي الله.
&
(فيلبي 4 :6-7)
"لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة
والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ
قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع."
تمرين عملي:
عندما تشعر بالخوف، توقف فورًا وصلِّ قائلًا: "يا رب، أضع هذا الأمر بين يديك."
4.
الإيمان والثقة
في الله
الإيمان
هو الثقة بأن الله يعتني بنا، حتى لو لم نفهم كل شيء.
&
(مزمور 56 :3) "في
يوم خوفي، أنا عليك أتوكل."
تمرين عملي:
تخيّل
حياتك بلا خوف، واكتب كيف ستتصرف بثقة إن كنت متحررًا منه.
5.
اتخاذ خطوات
عملية لمواجهة المخاوف
لا
يكفي أن نقرأ وعود الله، بل يجب أن نتصرف بناءً عليها.
&
(يشوع 1 :9) "أما
أمرتك؟ تشدد وتشجع! لا ترهب ولا ترتعب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب."
تمرين عملي:
خذ
خطوة صغيرة اليوم لمواجهة شيء تخاف منه، سواء كان ذلك التحدث أمام الناس، أو اتخاذ
قرار صعب.
33.4 تأثير التحرر من الخوف على
حياتك
1.
العيش بسلام
وثقة في الله.
2.
اتخاذ قرارات
شجاعة دون تردد.
3.
التحرر من
القلق بشأن المستقبل.
4.
تعزيز علاقتك
بالله من خلال الإيمان بدلًا من الخوف.
5.
الاستمتاع
بالحياة دون قيود الخوف.
&
(رومية 8 :15) "إذ
لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ: يا أبا
الآب."
تمرين عملي:
اكتب في نهاية اليوم موقفًا واجهت فيه خوفك، وتأمل كيف ساعدك الله على التغلب عليه.
33.5 خاتمة الفصل
·
الخوف ليس
جزءًا من هوية المؤمن، بل هو عائق يمكن التغلب عليه بتجديد الذهن.
·
كلمة الله
مليئة بوعود تعطي السلام وتبدّد المخاوف.
·
كلما سلّمت
مخاوفك لله، كلما اختبرت قوة وسلامًا يفوقان العقل.
آية ختامية:
&
"سلامًا أترك
لكم. سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا
ترهب." (يوحنا 14:27)
في الفصل القادم، سنتحدث عن تجديد
الذهن والانتصار على الشعور بالدونية وصِغَر النفس
إرسال تعليق