U3F1ZWV6ZTUzMjc4MTUwNzAyMTcyX0ZyZWUzMzYxMjQ2NDQ3MDYxOA==

{10} الأذن (حاسة السمع). الوحدة الثالثة: الحواس المؤثرة (العالم الخارجي) منهج دعوة للحرية


{10}- الأذن- (حاسة- السمع).- الوحدة -الثالثة: -الحواس- المؤثرة -(العالم -الخارجي) -منهج -دعوة- للحرية

منهج دعوة للحريةالحواس المؤثرة (العالم الخارجي)الوحدة الثالثة{10} الأذن (حاسة السمع)


أهداف الدرس:
ü    أهمية السمع.
ü    عفة السمع.
ü    الأذن العفيفة.
ü    امتحن الأقوال.
ü    مميزات أذن المؤمن.

vاختبر وافحص:
ü لمن نعطي آذاناً صاغية، هل لكلام الله، أم لشعارات إبليس والعالم حولنا؟
ü ما الألفاظ التي تدخل آذاننا برضانا وهي في الواقع ألفاظ لا تليق بنا؟
ü كم مرة نشارك بأذاننا لسماع الكثير من الشائعات أو مسك السيرة على الآخرين؟

v   أية الدرس:
"أَنَا دَعَوْتُكَ لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ لِي يَا اَللهُ. أَمِلْ أُذُنَيْكَ إِلَيَّ. اسْمَعْ كَلاَمِي" (مزامير17: 6)
"بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي" (أيوب42: 5)
"الْغَارِسُ الأُذُنَ أَلاَ يَسْمَعُ؟ الصَّانِعُ الْعَيْنَ أَلاَ يُبْصِرُ؟!" (مزامير94: 9)
"اَلأُذُنُ السَّامِعَةُ تَوْبِيخَ الْحَيَاةِ تَسْتَقِرُّ بَيْنَ الْحُكَمَاءِ" (الأمثال15: 31)
"اَلأُذُنُ السَّامِعَةُ وَالْعَيْنُ الْبَاصِرَةُ، الرَّبُّ صَنَعَهُمَا كِلْتَيْهِمَا" (الأمثال20: 12)
"الْعَيْنُ لاَ تَشْبَعُ مِنَ النَّظَرِ، وَالأُذُنُ لاَ تَمْتَلِئُ مِنَ السَّمْعِ" (جامعة1: 8)
"إِنْ قَالَتِ الأُذُنُ: «لأِنِّي لَسْتُ عَيْنًا، لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ». أَفَلَمْ تَكُنْ لِذلِكَ مِنَ الْجَسَدِ؟!" (كورنثوس الأولى12: 16)
"يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ قَلْبَكَ وَانْظُرْ بِعَيْنَيْكَ وَاسْمَعْ بِأُذُنَيْكَ كُلَّ مَا أَقُولُهُ لَكَ عَنْ كُلِّ فَرَائِضِ بَيْتِ الرَّبِّ وَعَنْ كُلِّ سُنَنِهِ، وَاجْعَلْ قَلْبَكَ عَلَى مَدْخَلِ الْبَيْتِ مَعَ كُلِّ مَخَارِجِ الْمَقْدِسِ" (حز44: 5)

v   أهمية السمع:
    تأتي حاسة السمع على رأس الحواس على الرغم إن المعتقد السائد أهمية حاسة البصر والمزمور يقدم السمع قبل البصر لان الأذن مركز التوازن فيقول:"‫اِسْمَعِي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَمِيلِي أُذُنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ،" (مزمور45 :10)

    وهذا ما اختبره أيوب البار لذا قال للرب: "‫٥بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي." (أيوب42: 5)
وقال مخلصنا الصالح: "‫خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي." (يوحنا10: 27)
يقول الرب:"‏...اسْتَمِعُوا لِي اسْتِمَاعًا...‏٣أَمِيلُوا آذَانَكُمْ وَهَلُمُّوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا فَتَحْيَا أَنْفُسُكُمْ. وَأَقْطَعَ لَكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا،..." (إشعياء55: 2)

     ولكل من يسمع صوت الله له وعد مبارك، يقول الروح في سفر الرؤيا: "‫هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي." (رؤيا يوحنا3: 20)
   والمقصود بسماع صوت الله هو العمل به: "وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. (يعقوب1: 22)

    ولو سمعنا كلام شرير فيقول المزمور: "‫وَأَمَّا أَنَا فَكَأَصَمَّ لاَ أَسْمَعُ. وَكَأَبْكَمَ لاَ يَفْتَحُ فَاهُ." (مزمور38: 13) 
"...هُوَذَا الاسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ." (صموئيل الأول15: 22)

"‫حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ." (متي13: 43)
‫"مَنْ يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ صُرَاخِ الْمِسْكِينِ، فَهُوَ أَيْضًا يَصْرُخُ وَلاَ يُسْتَجَابُ." (أمثال21: 13)
"اَلأُذُنُ السَّامِعَةُ تَوْبِيخَ الْحَيَاةِ تَسْتَقِرُّ بَيْنَ الْحُكَمَاءِ" (أمثال15: 31)
"‫طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَسْمَعُ لِي سَاهِرًا كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ مَصَارِيعِي، حَافِظًا قَوَائِمَ أَبْوَابِي." (أمثال8 :34)

v   عفة السمع:
    "وَتَأْخُذُ الْكَبْشَ الثَّانِي، فَيَضَعُ هَارُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ الْكَبْشِ. فَتَذْبَحُ الْكَبْشَ وَتَأْخُذُ مِنْ دَمِهِ وَتَجْعَلُ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ هَارُونَ، وَعَلَى شَحْمِ آذَانِ بَنِيهِ الْيُمْنَى، وَعَلَى أَبَاهِمِ أَيْدِيهِمِ الْيُمْنَى، وَعَلَى أَبَاهِمِ أَرْجُلِهِمِ الْيُمْنَى. وَتَرُشُّ الدَّمَ عَلَى الْمَذْبَحِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ." (خروج 19:29 ،20).

    وهذا يعنى أن أذن المكرسين للرب ينبغي أن تتطهر وتظل طاهرة لكي تسمع صوت الله، وأيضاً لكي تنفر من كل صوت أو كلام ليس بطاهر، ونحن نعلم أن أصغر مؤمن في العهد الجديد ليس أقل أبداً من أي كاهن في العهد القديم. ومن الضروري أن نعلم أن توجه الأذن لكي تسمع أقوالاً من الآخرين يعتبر "سلوكاً" والذي يصغي إلى سماع أي كلام من أي نوع هو أيضاً "سلوك" سنعطى عنه حساباً، ومعرفة ما إذا كنا نستمع لكلام الله في كتبه المقدسة أم أننا نقوم بالإستماع للألفاظ التي لا تليق بنا و قد تدخل إلى آذاننا برضانا أو سماع النمائم على الآخرين فكل هذا يتعارض مع عفة السمع.

علينا أن نتعفف عن سماع ألفاظٍ وأحاديث وإداناتٍ للآخرين، لأن كلَّ هذا مهما يكون لا يليق بنا سماعه، ويتعارض مع عفة السمع. والجدير بنا اتجاه سمعنا به، أن نسرّ إذا سمعنا صوتاً شجياً. أو تبينا انسجام أصواتٍ في فريق المرتلين أو المغنين. فيجد الواحد منا أنه امتلك لعفة السمع، الاستماع إلى ما هو مناسب، كالجمال الخارجي للأصوات والكلمات، والمضمون الداخلي للمعاني الصوتية، وصار يرى بهذا حضوراً لله فيفرح ويسرّ. وكلما ارتقينا نحو الأفضل تحول السمع عندنا من الأذن الخارجية إلى أذن القلب، فنلمس السلام بعيداً عن الأهواء، متمتعين بثمار عفة السمع هذه.

v   الأذن العفيفة:
-      لا تتلذذ إطلاقاً بسماع ما لا يليق.
-      لا تجد لذة في سماع مذمة الغير.
-  لا تفرح عند سماع أخبار عن سقوط أو فشل من تعاديهم. فهذا نوع من الشماتة لا يتفق مع عفة القلب ولا مع عفة الأذن. وقد قال سليمان الحكيم: "لاَ تَفْرَحْ ‍بِسُقُوطِ عَدُوِّكَ، وَلاَ يَبْتَهِجْ قَلْبُكَ إِذَا عَثَرَ،"(الأمثال٢٤:‏١٧)
-      والأذن العفيفة أيضاً هي التي لا تتنصت علي غيرها، أي لا تتجسس لتعرف أسراراً ليس من حقها أن تعرفها.
-  الأذن العفيفة لا تسرق أخباراً، متدخلة في خصوصيات غيرها بغير حق.
والذي يفعل هذا لا يكون مهذبًا.
 ولذلك فمن الضروري دائماً:

v   امتحن الأقوال:
     فقد جاء في (أيوب 3:34) "‫لأَنَّ الأُذُنَ تَمْتَحِنُ الأَقْوَالَ، كَمَا أَنَّ الْحَنَكَ يَذُوقُ طَعَامًا."، ومعنى هذا أنه من مسئوليتنا الدائمة أن نبحث مدى لياقة ما نسمعه، لأنه يليق بالمؤمنين أن يوجهوا قلوبهم وآذانهم نحو سماع الأقوال الصادقة والصالحة والتي على قمتها:

ـــ وصايا الله:"فَقَالَ: "إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ، وَتَصْنَعُ الْحَقَّ فِي عَيْنَيْهِ، وَتَصْغَى إِلَى وَصَايَاهُ وَتَحْفَظُ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ، فَمَرَضًا مَا مِمَّا وَضَعْتُهُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ لاَ أَضَعُ عَلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ". (خروج 26:15).

ـــ وكذلك أقوال الحكمة: "‫حَتَّى تُمِيلَ أُذْنَكَ إِلَى الْحِكْمَةِ، وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى الْفَهْمِ، (أمثال 2:2).
ـــ وكلمات المعرفة: "‫وَجِّهْ قَلْبَكَ إِلَى الأَدَبِ، وَأُذُنَيْكَ إِلَى كَلِمَاتِ الْمَعْرِفَةِ. (أمثال12:23)
وأيضاً جميع الأقوال الهادفة الضرورية في الحياة بصفة عامة، وأن يتجنب كل مؤمن الاستماع إلى الكلام التافه أو الدنس أو كلمات الاستهزاء والسخرية أو الأغاني والموسيقى العالمية لأنه غير لائق إطلاقاً بالمؤمن أن يترك آذانه لمثل هذه الأباطيل..، يجب أن نميز ما نسمع حتى نقرر على الفور ما إذا كنا سنواصل السمع أم لا. ولنفترض أن إنساناً منا التقينا به بطريقة ما وظل يسرد لنا أموراً تافهة أو يتكلم على الآخرين في غيابهم، ونحن لا نزال نسمع.. فدعونا نقدر هذا الأمر:

-         هذا الكلام لأنه بلا هدف فهو إذن يضيع لنا الوقت (فهو خسارة للوقت).
-         هذا الكلام يكلفنا متابعة حديث المتكلم (فهو خسارة للجهد والطاقة).
-         هذا الكلام يصنع تشويش على أذهاننا (فهو يسبب ضعف روحي).
-         هذا الكلام يعطلنا عن أمور أخرى ومسئوليات أخرى (فهو يسبب لنا مشاكل وارتباكات).
-         هذا الكلام قد يشجعنا بطريق المجاملة أن نتكلم نحن أيضاً (فهو يجعلنا نقع في خطايا). 

    إن نتيجة استماعنا دائماً لن تقل أبداً عن هذه الأضرار والخسائر الخمسة فبماذا يوصينا الله لنفعل في مثل هذه الحالات؟
    ومعرفة ما إذا كنا نستمع لكلام الله في كتبه المقدسة أو الكنيسة أم أننا نقوم بالاستماع للألفاظ التي لا تليق بنا و قد تدخل إلى آذاننا برضانا أو سماع النمائم على الآخرين فكل هذا يتعارض مع عفة السمع .

v   مميزات أذن المؤمن:
1-  تميز صوت الله:
 "‫...الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ،‫٨فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ،..." (مزمور95 :7، 8)

2-  مختومة ومخصصة:
صارت مخصصة لسماع صوت الرب وحده وقديماً كانت الأذن المثقوبة علامة على إن صاحبها قد صار ملكًا لسيده إلى الأبد (قصة العبد العبراني)"وَهذِهِ هِيَ الأَحْكَامُ الَّتِي تَضَعُ أَمَامَهُمْ:‏ إِذَا اشْتَرَيْتَ عَبْدًا عِبْرَانِيًّا، فَسِتَّ سِنِينَ يَخْدِمُ، وَفِي السَّابِعَةِ يَخْرُجُ حُرًّا مَجَّانًا.‏ إِنْ دَخَلَ وَحْدَهُ فَوَحْدَهُ يَخْرُجُ. إِنْ كَانَ بَعْلَ امْرَأَةٍ، تَخْرُجُ امْرَأَتُهُ مَعَهُ.‏ إِنْ أَعْطَاهُ سَيِّدُهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ أَوْ بَنَاتٍ، فَالْمَرْأَةُ وَأَوْلاَدُهَا يَكُونُونَ لِسَيِّدِهِ، وَهُوَ يَخْرُجُ وَحْدَهُ.‏ وَلكِنْ إِنْ قَالَ الْعَبْدُ: أُحِبُّ سَيِّدِي وَامْرَأَتِي وَأَوْلاَدِي، لاَ أَخْرُجُ حُرًّا،‏ يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ، وَيُقَرِّبُهُ إِلَى الْبَابِ أَوْ إِلَى الْقَائِمَةِ، وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ، فَيَخْدِمُهُ إِلَى الأَبَدِ.‏ وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً، لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ." (خروج21: 1-7)

3-  طاهرة ومقدسة:
كان الكاهن في العهد القديم يأخذ من دم كبش الملء ويسكب علي الأذن اليمنى، لتصبح طاهرة ومقدسة كما هو في (لاويين8: 22،23) "‏ثُمَّ قَدَّمَ الْكَبْشَ الثَّانِي، كَبْشَ الْمَلْءِ، فَوَضَعَ هَارُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ الْكَبْشِ.‏ فَذَبَحَهُ، وَأَخَذَ مُوسَى مِنْ دَمِهِ وَجَعَلَ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ هَارُونَ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ يَدِهِ الْيُمْنَى، وَعَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمْنَى." ومن هنا فالمؤمن يدقق فيما يسمع فهو يصغي إلى كلمة الله ويعمل بها، ويصرف سمعه عن كل ما يعثر فكره وانفعالاته واتجاهاته.

 4- مصغية:
 "...تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ..." (صموئيل الأول3: 9)

v   الحواس الروحية المدربة:
   الحواس أعطانا إياها الرب في حياتنا الروحية كما أعطاها لنا في حياتنا الجسدية يكلمهم بالعين ويقول: "وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى." (كورنثوس الثانية4: 18). كيف ذلك؟ بعين البصيرة الداخلية وعين الاستنارة الروحية التي تجعله يرى ما لا يراه غير المؤمنين.  
    الرب لا يريد أن يحرمك من حاسة البصر بل أن يمتعك بحاسة البصر ويريد أن يمتعك بحاسة السمع الروحية وسمع الكلمات لا ينطق بها، ليس كلمات البعض بكل ما فيها من حلاوة بل الدخول إلى العمق والشركة الروحية مع الرب، فعندما نصلي لا يكون الحديث من طرف واحد بل حديث متبادل فالإذن الروحية تسمع كلمات لا ينطق بها ومجيدة. عندما تختبر قوة الصلاة الروحية العميقة تسمع كلمات الرب المشجعة وكذلك يعطيك الرب حاسة الشم فتشتم رائحة المسيح الزكية ذلك العطر الذي لا يعرفه العالم. شكرا ً لله الذي يقودنا في موكب النصرة في كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان تُشم الرائحة وتنعكس في حياتنا فيشتمه الآخرون. وكذلك الرب يمتعنا بحاسة الذوق وهو امتياز عظيم يجعلك تختبر الرب شخصيا ً فتقول مع المرنم "ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ" (مزمور34: 8). وبعد ذلك تتمتع بحاسة اللمس "لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ" (أعمال الرسل17: 27) يلتمسون بأنفسهم فيختبروا ما اختبرته تلك المرأة نازفة الدم التي عندما لمست المسيح شُفيت. ترى عيوننا المحيطين بنا وتسمع كل ما بهم من مشكلات وتشاركهم وتختبر الرب وتتفاعل مع الناس ونتعلم من يسوع وان تمسك بمن هم في مرحلة الطفولة في الإيمان لا نوبخهم بل نشجعهم ونتعامل معهم بالرفق واللطف كما فعل يسوع.

علينا أن لا نتوقف عن النمو. لا تتصور انك في يوم من الأيام وصلت إلى الكمال في الخدمة والمعرفة. مشوار طويل إلى أن تقدر أن تقول: "جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ" (تيموثاوس الثانية4: 7). يجب أن نسعى نحو الغرض "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ" (عبرانيين12: 2).


v   الأذن الروحية:
     تسمع وتتقبل الجانب الروحي للكلمات تبحث عن صوت الله في هذه الكلمات.
     كما قال السيد المسيح: مَنْ لَهُ أُذُنَانِ ‍لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ." (متى١١:‏١٥) ويقصد بالطبع هنا الأذان الروحية التي تعرف وتميز صوت الله.
وهناك أمراض تصيب الأذان الروحية كما تصيب حاسة السمع ومنها:

v   الطرش الروحي:
"مَنْ يُحَوِّلُ أُذْنَهُ عَنْ سَمَاعِ الشَّرِيعَةِ، فَصَلاَتُهُ أَيْضًا مَكْرَهَةٌ." (أمثال9:28( وهو الشخص الذي يتجاهل سماع كلمة الله، لأن أذنه تحب أن تسمع شيئاً آخر.
"مَنْ يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ صُرَاخِ الْمِسْكِينِ، فَهُوَ أَيْضًا يَصْرُخُ وَلاَ يُسْتَجَابُ." (أمثال 13:21) وهو الشخص الذي يتجاهل احتياجات أخوته المؤمنين، سواء كانت احتياجات روحية أو مادية أو معنوية.
خطورة الطرش الروحي: عدم استجابة الصلوات !!!

v   أمراض السمع الروحية:
     توجد أمراض روحية كثيرة تصيب حاسة السمع عند الكثيرين حتى من المتدينين، فنحن نقرأ عن:
1- المسامع الثقيلة:
كما تقول الآية: ”لأَنَّ قَلْبَ هذَا الشَّعْب قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا...“ (متى15:13أ).
وأيضاً ”فَأَبَوْا أَنْ يُصْغُوا وَأَعْطَوْا كَتِفًا مُعَانِدَةً، وَثَقَّلُوا آذَانَهُمْ عَنِ السَّمْعِ.“ (زكريا 11:7).
     ومن هؤلاء نماذج كثيرة يذكرها الكتاب وهي موجودة في كل زمان ومكان.

 2- المسامع متبلدة:
     كما يقول الكتاب: ”‏لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً [متقسية من كثرة الحك، متبلدة، فاقدة الاحساس] مَسَامِعُهُمْ،‏ فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ." (تيموثاوس الثانية3:4-4). وكم من الناس اليوم استحكت آذانهم فطلبوا لأنفسهم معلمين وتعاليم باطلة فانحرفوا إلى خرافات لا تنفع شيئاً!!


 3- مسامع غلفاء لا تسمع:
يتحدث الكتاب عن غلفه الجسد ويركز على غلفات كثيرة هي أشر وأصعب كغلفة القلب، وغلفه الذهن، وغلفه الأذن. ”‫مَنْ أُكَلِّمُهُمْ وَأُنْذِرُهُمْ فَيَسْمَعُوا؟ هَا إِنَّ أُذْنَهُمْ غَلْفَاءُ [أغلف أي غير مختون وتعني هنا عدم السمع] فَلاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَصْغَوْا. هَا إِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ صَارَتْ لَهُمْ عَارًا. لاَ يُسَرُّونَ بِهَا.“ (أرميا10:6). أليس هذا مرضاً منتشراً أيضاً في كل مكان؟

 4- مسامع صماء:
يقول الرب: ”‏لَهُمْ حُمَةٌ [السم] مِثْلُ حُمَةِ الْحَيَّةِ. مِثْلُ الصِّلِّ [نوع من الأفاعي سام جداً واصم] الأَصَمِّ يَسُدُّ أُذُنَهُ،‏٥الَّذِي لاَ يَسْتَمِعُ إِلَى صَوْتِ الْحُوَاةِ [مفردها الحاوى، الذي يتعامل مع الحيات والسحر] الرَّاقِينَ رُقَى حَكِيمٍ.“ (مزمور 4:58-5).

      يقول بفم إشعياء النبي: ”‫أَخْرِجِ الشَّعْبَ الأَعْمَى وَلَهُ عُيُونٌ، وَالأَصَمَّ وَلَهُ آذَانٌ.“ (إشعياء 8:43). والغريب حقاً أن الرب يتكلم هنا عن صمم مصطنع اختاره البعض فسدوا آذانهم لكي لا يسمعوا!

 5- مسامع مشوشة:
آذان مشوشة مضطربة يضيع فيها صوت الله بين الأصوات الأخرى الكثيرة التي يرغب الناس استماعها، كصوت محبة العالم، ومحبة المال، والشهوات الجسدية، والكبرياء، والملذات الزائلة، وغيرها.

 والآن..
الأذن الجسدية :وظيفتها السمع وهى تأخذ الموجات الصوتية وترسلها في صورة أشارات للمخ فتترجم هذه الموجات إلى كلمات ومعاني.


التطبيقات العملية

ـ أوقف سماع أي خرافات أو أمور لا قيمة لها.
ـ أعلن عن رغبتك وأشوقك لاستماع صوت الرب، حينئذ يفتح الرب أذنيك ويعطيك المسامع السليمة التي تستطيع أن تميّز صوت الرب وتعرف مقاصده. فالذي يطهر القلب يقدر أن يطهر اليد، والفم، والعين، والأذن، حيث يصبح كل الجسد المغسول بدم المسيح نقياً وهيكلاً للروح القدس ومستعداً لكل عمل صالح.

ـ بما أن الأذن بحكم وضعها وتركيبها مفتوحة دائماً لتتلقى ما يقدم لها من أقوال فقد صرح الكتاب في (جامعة8:1) "‫...الأُذُنُ لاَ تَمْتَلِئُ مِنَ السَّمْعِ." كن حريصاً جداً بفتح أذنك أو إغلاقها لأنها الباب الذي فيه تدخل المؤثرات إلى الحياة. فأما أن تسمح للتجربة أن تدخل إلى نفسك ويحتل العدو بقوته، أو أن تغلقها في وجه التجربة وتجعلها مفتوحة للرب يسوع فقط ولا يكون إبليس في نفسه مكان.

ـ أهرب بقدر ما تستطيع من مجالس المستهزئين حتى لا يعلق بأذنيك الهزل الباطل والفكهات المثيرة والألفاظ التي سرعان ما تراودك في الفترات التي يضعف فيها الرقيب الداخلي، مثل فترات النوم أو أحلام اليقظة أو المرض أو الإرهاق البدني الشديد!


الأسئلة
س: فكر.. لماذا كان يتعذب "لوط" بما يسمعه وينظره حسب تقرير الوحي في "إِذْ كَانَ الْبَارُّ، بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ، يُعَذِّبُ يَوْمًا فَيَوْمًا نَفْسَهُ الْبَارَّةَ بِالأَفْعَالِ الأَثِيمَةِ." (بطرس الثانية2: 8)؟
الإجابة: لأنه كان باراً، وله طبيعة تختلف عن الوسط الذي عاش فيه، ومن هنا يأتي التعذيب.

س: ما هي الأضرار التي يمكن أن تلحق بنا إذا أعطينا آذاننا لكل كلام يقال؟ (جامعة 21:7)"‫أَيْضًا لاَ تَضَعْ قَلْبَكَ عَلَى كُلِّ الْكَلاَمِ الَّذِي يُقَالُ، لِئَلاَّ تَسْمَعَ عَبْدَكَ يَسِبُّكَ."
الإجابة:  يمكن للإنسان أن يسمع شتائم عليه من الذين هم تحت يده، أو يعملون عنده فتتأذى نفسه، ولا يعرف أن يتعامل معهم أو يصلى لأجلهم.

س: يشكو البعض من عدم القدرة على سماع صوت الرب أو فهم طريقة قيادته لهم فما أحد أسباب هذه الشكوى على ضوء هذا الدرس؟
الإجابة:  كثرة الارتباك والتشويش لديهم بسبب ما يسمعونه من أقاويل البشر.
ازدحام كياننا وجهاز السمع بكل الأصوات التي نسمعها.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة