كتاب: رحلة نحو الحرية والتغيير
الفصل
الرابع والثلاثون: تجديد الذهن والانتصار على الشعور بالدونية وصِغَر النفس
الفصل الرابع والثلاثون: تجديد الذهن والانتصار على الشعور بالدونية وصِغَر النفس
34.1 مقدمة: لماذا نشعر بالدونية؟
الشعور
بالدونية هو أحد الأسلحة التي يستخدمها العدو لإحباط المؤمنين وإبعادهم عن دعوتهم
الحقيقية. قد يكون نتيجة تجارب مؤلمة، كلمات جارحة، مقارنة بالآخرين، أو حتى
مفاهيم خاطئة عن الذات. لكن الله لم يخلقنا لنعيش في هذا الشعور، بل دعانا لنرى
أنفسنا كما يرانا هو: محبوبين، مكرمين، ومختارين لمجده.
&
(مزمور 139 :14)
"أحمدك من أجل أني قد امتزت عجبًا. عجيبة
هي أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقينًا."
أسئلة للتأمل:
·
هل تجد صعوبة
في تقبُّل نفسك كما أنت؟
·
ما أكثر
الأفكار السلبية التي تراودك عن ذاتك؟
·
كيف ترى الله
ينظر إليك من خلال كلمته؟
34.2 أسباب الشعور بالدونية وتأثيره
على الذهن
1.
المقارنة
بالآخرين
·
عندما نقارن
أنفسنا بالآخرين، نشعر بأننا غير كافيين أو أقل شأنًا.
·
لكن الله خلق
كل شخص بمواهب وقدرات فريدة.
&
(غلاطية 6 :4-5)
"ولكن ليمتحن كل واحد عمله، وحينئذ يكون
له الفخر من جهة نفسه فقط، لا من جهة غيره."
تمرين عملي:
بدلاً من مقارنة نفسك بالآخرين، اكتب ثلاث صفات أو مهارات مميزة لديك، واشكر الله عليها.
2.
كلمات سلبية
سمعناها في الماضي
·
قد نكون سمعنا
كلمات محبطة مثل "أنت فاشل"، "لن تنجح"، "لست جيدًا بما
يكفي"، وهذه الكلمات تترسخ في الذهن.
·
لكن كلمة الله
تعطي تعريفًا جديدًا لهويتنا.
&
(أمثال 18 :21) "الموت والحياة
في يد اللسان، وأحباؤه يأكلون ثمره."
تمرين عملي:
حدد
كلمة سلبية سمعتها مرارًا، ثم استبدلها بوعد من كلمة الله وكرره يوميًا.
3.
الفشل في
الماضي
الفشل
قد يجعلنا نشعر بعدم القيمة، لكن الله لا يحكم علينا بأخطائنا، بل برحمته.
&
(ميخا 7 :8) "لا تشمتي بي يا
عدوتي. إذا سقطت أقوم، إذا جلست في الظلمة، فالرب نور لي."
تمرين عملي:
اكتب
فشلاً سابقًا، ثم فكر في درس تعلمته منه، وكيف يمكنك أن تنمو بسببه.
4.
نظرتنا
المشوّهة لأنفسنا
أحيانًا
لا نرى أنفسنا كما يرانا الله، بل من خلال أخطائنا أو آراء الآخرين.
&
(رومية 12 :2) "ولا
تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم."
تمرين عملي:
قف أمام المرآة كل صباح وقل: "أنا ابن/ابنة الله، محبوب، مكرم، وله خطة لحياتي."
34.3 كيف يساعد تجديد الذهن في
التغلب على الشعور بالدونية؟
1.
معرفة هويتك في
المسيح
لا
يُعرّفك العالم أو أخطاؤك، بل يُعرّفك الله.
&
(2كورنثوس 5 :17)
"إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة
جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا."
تمرين عملي:
ابحث
عن خمس آيات تصف هويتك في المسيح، واكتبها في مكان تراه يوميًا.
2.
رفض أكاذيب
العدو واستبدالها بالحق
الشيطان
يحاول زرع الشك في قيمتنا، لكن كلمة الله تكشف الحق.
&
(يوحنا 8 :32) "وتعرفون الحق،
والحق يحرركم."
تمرين عملي:
عندما
تراودك فكرة سلبية، استبدلها بآية كتابية تعلن الحقيقة عنك.
3.
قبول الذات كما
خلقها الله
الله
لا يخطئ، وقد صنعك بطريقة فريدة ومميزة.
&
(إشعياء 64 :8)"والآن يا رب
أنت أبونا. نحن الطين، وأنت جابلنا، وكلنا عمل يديك."
تمرين عملي:
دوّن
ثلاثة أمور تحبها في شخصيتك، واشكر الله عليها يوميًا.
4.
التركيز على
خطة الله لحياتك
بدلاً
من التركيز على ما ينقصك، ركّز على دعوتك ومهمتك في الحياة.
&
(إرميا1 :5) "قبلما صورتك في
البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك."
تمرين عملي:
حدد
موهبة أو شغف لديك، وابدأ في تنميته لمجد الله.
5.
بناء ثقة جديدة
في الله
عندما
نثق في الله، نصبح قادرين على العيش بحرية وثقة.
&
(مزمور 27 :1) "الرب نوري
وخلاصي، ممن أخاف؟ الرب حصن حياتي، ممن أرتعب؟"
تمرين عملي:
صلِّ
يوميًا طالبًا من الله أن يفتح عينيك لترى نفسك كما يراك هو.
34.4 تأثير التحرر من الشعور
بالدونية على حياتك
1.
ثقة أكبر في
التعامل مع الآخرين.
2.
شجاعة في اتخاذ
القرارات دون خوف من الفشل.
3.
فرح وسلام
داخلي بعيدًا عن القلق المستمر.
4.
القدرة على عيش
الدعوة التي وضعها الله لحياتك.
5.
التوقف عن
مقارنة نفسك بالآخرين، والتركيز على هويتك الفريدة.
&
(رومية 8 :37) "ولكن في هذه
جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا."
تمرين عملي:
كل
مساء، اكتب ثلاثة أمور إيجابية عن يومك، حتى لو كانت صغيرة، وتذكر أن قيمتك لا
تتغير بالظروف.
34.5 خاتمة الفصل
·
الشعور
بالدونية ليس من الله، بل هو خدعة لإبقائنا بعيدين عن حقيقتنا في المسيح.
·
عندما نجدد
أذهاننا بكلمة الله، نبدأ في رؤية أنفسنا كما يرانا هو.
·
الله دعاك
باسْمِك، وهو يريدك أن تعيش بثقة وفرح في هويتك الحقيقية.
&
(إشعياء 43 :1)"لا تخف، لأني
فديتك. دعوتك باسمك، أنت لي."
إرسال تعليق